ورسول الله ﷺ يصلي في أرض خلاء، فنزلنا، ثم جئنا حتى دخلنا في الصلاة، وتركنا الحمار قدامهم، فما بالي ذلك، وأقبلت جاريتان من بني عبد المطلب يشتدان، تتبع إحداهما الأخرى، حتى انتهتا إلى رسول الله ﷺ وهو في المسجد يصلي، نفرق بينهما فما بالي ذلك (^١).
قال الشيخ ﵀: اختلف في أبي الصهباء هذا، فقيل: إنه صلة، وقيل: بل هو صهيب، ومما دل على أنه صلة ما:
٦١٠ - حدثناه أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أنبا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن يحيى بن الجزار، عن رجل من قراء البصرة، عن ابن عباس بنحو من ذلك (^٢).
باب ما جاء في المساجد
قلت: تأتي أحاديث في أول مسجد وضع، وإدامة الصلاة في المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى، في كتاب الحج إن شاء الله، وقد مر تطهير المساجد في الطهارة.
قال في الحسن بن محمد الخشني:
٦١١ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن (ح).
وحدثنا علي بن هارون، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا الهيثم بن خارجة قالا: ثنا الحسن بن يحيى الخشني، عن بشير بن حيان قال: جاءنا واثلة بن الأسقع ونحن نبني مسجدنا، فسلم علينا، ثم قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من بنى مسجدًا يصلي فيه، بنى الله تعالى له بيتًا في الجنة أفضل منه" (^٣).
٦١٢ - حدثنا أبو بكر الآجري في جماعة قالوا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا
(^١) أخرجه أبو داود في الصلاة (١/ ١٨٧ ح ٧١٦)، وأحمد في المسند (١/ ٤٠٠ ح ٢٨٠٨).
(^٢) تقدم تخريجه.
(^٣) أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٥٩٥ ح ١٦٠١١).