25

Taqiyya: The Foundation of the Shia Imami Faith

التقية أساس دين الشيعة الإمامية

Nau'ikan

٥ - المداهنة: تفسح المجال لفشو الجهل في المجتمع وتدعو لهجران العلم. ٦ - المداهنة: تورث انعدام الثقة في الدعاة المداهنين، ولربما عمَّ الأمر غيرهم من المصلحين. ٧ - المداهنة: تفسح المجال لتصدر أهل الباطل وإقصاء المصلحين الصادقين ٨ - المداهنة: تفتح على المجتمع الجرأة على حرمات الله، وعدم الاستجابة لداعي الحق ٩ - المداهنة: تفتح المجال لأعداء الملة للطعن في الدين والتشكيك في ثوابته، ولربما استغلت المداهنين للقيام بهذه المهمة نيابة عنهم لضعف الوازع الديني لديهم .. المطلب الخامس: الفرق بين المداراة والمداهنة يوضح أبو العباس القرطبي: (ت: ٦٥٦ هـ) الفرق بين المداراة والمداهنة في" المفهم" فيقول: والفرق بين المداراة والمداهنة، أن المداراة: بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين، وهي مباحة ومستحسنة في بعض الأحوال، والمداهنة المذمومة المحرمة: هي بذل الدين لصالح الدنيا. (^١) ويبين أبو حامد الغَزَّالي: (ت: ٥٠٥ هـ) الفرق بين المدَاراة والمداهنة موافقًا للقرطبي فيقول ﵀: الفرق بين المدَاراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء؛ فإن أغضيت لسلامة دينك، ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء، فأنت مدار، وإن أغضيت لحظِّ نفسك، واجتلاب شهواتك، وسلامة جاهك فأنت مداهن. (^٢) ومن أجود ما قيل في المدارة قول أبي حاتم الرازي (ت: ٢٧٧) ﵀: الواجب على العاقل أن يلزم المدَاراة مع من دفع إليه في العشرة، من غير مقارفة المداهنة، إذ المدَاراة من المداري صدقة له، والمداهنة من المداهن تكون خطيئة عليه، والفصل بين المدَاراة والمداهنة هو أن يجعل المرء وقته في الرياضة؛ لإصلاح الوقت الذي هو له مقيم، بلزوم المدَاراة من غير ثلم في الدين من جهة من الجهات، فمتى ما تخلَّق المرء بخلق، شابه بعض ما كره الله منه في تخلقه فهذا هو المداهنة؛ لأنَّ عاقبتها تصير إلى قلٍّ، ويلازم المدَاراة؛ لأنها تدعو إلى صلاح أحواله. (^٣) وقال ابن القيم- ﵀: - المدَاراة صفة مدح، والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما: أن المدَاراة تلطُّف الإنسان بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، وأما المداهن، فهو الذي يتلطَّف مع صاحبه ليُقرَّه على ذنب أو يتركه على هواه، فالمدَاراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق، وقد ضُرِب لذلك مثلٌ من أروع

(^١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، القرطبي: (٦/ ٥٧٣). (^٢) - يُنظر: إحياء علوم الدين، لأبي حامد للغزالي (٢/ ١٨٢). (^٣) - يُنظر: روضة العقلاء، لابن حبان البستي (ص ٧٠).

75 / 31