[chapter 1] المقالة الاولى.
Shafi 204
انى ارى انه من افضل الامور ان يستعمل الطبيب سابق النظر. وذلك انه اذا سبق فعلم وتقدم فانذر المرضى بالشىء الحاضر مما بهم وما مضى وما يستأنف وعبر عن المريض كلما قصر عن صفته كان حريا بان يوثق منه بانه قادر على ان يعلم امور المرضى حتى يدعو ذلك المرضى الى الثقة به والاستسلام فى يدى الطبيب. وكان علاجه لهم على افضل الوجوه اذ كان يتقدم فيعلم من العلل الحاضرة ما تؤول اليه. وذلك انه ليس يمكن الطبيب ان يبرى جميع المرضى. ولو امكنه ذلك لكان افضل من ان يتقدم فيعلم ما سيكون من امورهم٭ ولما كان بعض المرضى قد يموت قبل ان يدعى له الطبيب من صعوبة امراضهم وبعضهم لا يلبث حتى يدعوه ان يموت فلا يبقى الا يوما واحدا او اكثر من ذلك قليلا قبل ان يستعد الطبيب بصناعته فيقاوم بها كل واحد من الامراض فقد ينبغى ان تعرف طبائع تلك الامراض التى هى مجاوزة لقوة الابدان وان كان ايضا مع ذلك فى الامراض شىء سماوى فقد ينبغى ان يكون الطبيب سابق النظر فيه خبيرا. [وقد ينبغى ان تتقدم فتنذر بموت من يموت منهم وسلامة من يسلم وتنذر بطول مرض من يطول مرضه اياما اكثر وبقصر مرض من يلبث مرضه اياما اقل وتنظر ان كان ذلك الانسان بحال هى اردى]٭ فانه اذا سلك هذا المسلك عجب الناس منه وحق لهم ان يعجبوا فكان طبيبا فاضلا. وذلك انه يقدر فيمن يمكن ان يسلم ان يكون احرى ان يحفظه على ما ينبغى اذ كان يسبق قبل مدة طويلة فيروى فيما يقابل به كل واحد من الامور٭ واذا تقدم وعرف وسبق وانذر بموت من يموت وسلامة من يسلم لم يلمه لائم٭
[chapter 2]
Shafi 205
وقد ينبغى ان تجعل نظرك فى الامراض الحادة على هذا الطريق. انظر اولا الى وجه المريض هل يشبه وجوه الاصحاء وخاصة هل شبه ما كان عليه. فانه اذا كان كذلك فهو على افضل حالاته. فاما الوجه الذى هو من المضادة لذلك الوجه الشبيه فى الغاية بما كان عليه فهو اردى الوجوه٭ وهذه صفته. يكون الانف منه حادا والعينان غائرتين والصدغان لاطئين والاذنان باردتين منقبضتين وشحمتاهما منقلبتين والجلدة التى على الجبهة صلبة ممتدة جاسية ولون الوجه كله اخضر او اسود او كمدا او رصاصيا٭ فان كان الوجه فى اول المرض بهذه الحال وليس يمكنك بعد ان تستدل مع ذلك بسائر الدلائل فقد ينبغى لك ان تسأل هل سهر ذلك الانسان او لان بطنه لينا شديدا او ناله شىء من الجوع. فان ادلى بشىء من ذلك فينبغى ان تظن به انه اقل رداة. وذلك يمتحن حتى تعرف هل صار الوجه بهذه الحال من قبل هذه الاسباب فى يوم وليلة. فان لم يدل بشىء من ذلك ولم يسكن المه فى المدة التى حددتها قبيل فينبغى ان تعلم ان ذلك من دلائل الموت٭
Shafi 206
فان كان المرض قد جاوز ثلثة ايام وكان الوجه بهذه الحال فقد ينبغى ان تسأل عن تلك الاشياء التى تقدمت اليك فى المسألة عنها وتتفقد سائر الدلائل التى فى البدن كله وفى العينين٭ فان العينين ان كانتا تحيدان عن الضوء او كانتا تدمعان من غير ارادة او كانتا مزورتين او كانت احداهما اصغر من الاخرى او احمر بياضهما او كانت فيهما عروق كمدة او سود او كان فيهما رمص او كانتا مضطربتين او ناتئتين او غائرتين جدا وكان لون الوجه كله متغيرا فينبغى ان تظن بهذه الدلائل كلها انها دلائل ردية قتالة٭ وقد ينبغى ان تتفقد ما يظهر من باطن العينين فى وقت النوم. فانه ان ظهر شىء من بياضهما والجفنان منطبقان ثم لم يكن ذلك عن ذرب او شرب دواء مسهل ولم يكن ايضا فيمن عادته ان ينام وعيناه بتلك الحال فان ذلك دليل ردى قتال جدا٭ فان كان الجفن ملتويا او كان كمدا او كانت الشفة او الانف بتلك الحال مع بعض تلك العلامات الباقية فينبغى ان يعلم المريض قريب من الموت٭
[chapter 3]
Shafi 207
وينبغى ان يجد الطبيب المريض مستلقيا على جانبه الايمن او الايسر ويداه ورجلاه وعنقه منثنية قليلا وبدنه كله فى نصبته رطب لان اكثر الاصحاء انما يستلقون للنوم بهذه الحال. واحمد الاستلقاء اشبهه باستلقاء الاصحاء٭ واما استلقاء المريض على قفاه مع تمدد يديه ورجليه ورقبته فاقل حمدا من ذلك٭ فان كان مع ذلك يستسقط وينحدر عن سريره نحو قدميه فذلك اردى٭ فان وجد مع ذلك وقدماه مكشوفتان وليس هما بالسخينتين جدا وقد رمى بيديه ورجليه وعنقه بحال اختلاف واضطراب فذلك ردى من قبل انه يدل على كرب٭ ومن دلائل الموت ايضا ان يكون المريض ينام دائما وفمه مفتوحا٭ وان تكون رجلاه وهو مستلق على قفاه منثنيتين انثناء شديدا مشتبكتين٭ واما نوم المريض على بطنه من غير ان يكون قد كانت عادته فى صحته ان ينام على بطنه فذلك ردى وذلك انه يدل على اختلاط العقل او على الم فى نواحى البطن٭ ووثوب المريض للجلوس فى وقت منتهى مرضه ردى فى جميع الامراض الحادة واردى ما يكون فى اصحاب ذات الرئة٭ واما تصرير الاسنان فى الحمى فيمن لم تكن عادته منذ صبائه فذلك يدل على الجنون وعلى الموت٭ وقد ينبغى ان تتقدم فتنذر بما تخاف على المريض من الامرين جميعا. فان يفعل ما يفعل من ذلك وقد اختلط عقله فذلك يدل على ان هلاكه قد قرب٭ ومتى كان فى بدن المريض قرحة اما متقدمة قبل مرضه واما حادثة فى وقت مرضه فينبغى ان تتفقدها. وذلك انه اذا كان المريض يؤول امره الى الهلاك فان قرحته تلك تصير قبل موته يابسة اما مع صفرة واما مع كمودة الى خضرة٭
Shafi 208
[chapter 4]
واما حركة اليدين فهذا ما ينبغى ان تعلم من امرهما انهما فى الحميات الحادة وفى ذات الرئة وفى السرسام وفى الصداع اذا كانتا متحركتين نحو الوجه وكانه يصيد بهما شيئا او يلتقط بهما عيدانا او ينتف بهما زبيرا من الثياب او ينزع بهما تينا من الحيطان فكل ذلك ردى قتال جدا٭
[chapter 5]
واما التنفس فانه اذا كان متواترا دل على الم او على التهاب فى المواضع التى فوق الحجاب. واذا كان عظيما ثم كان فيما بين مدة طويلة دل على اختلاط العقل. واذا كان يخرج من المنخرين والفم وهو بارد فانه قتال جدا٭ واما جودة التنفس فينبغى ان تعلم من امره ان معه قوة عظيمة جدا فى الدلالة على السلامة فى جميع الامراض الحادة تكون معها حمى وياتى البحران فيها فى اربعين يوما٭
[chapter 6]
Shafi 209
واما العرق فاجود ما يكون منه فى جميع الامراض الحادة ما يكون فى يوم من ايام البحران وينجو به صاحبه من حماه نجاة تامة. وقد يحمد منه ايضا ما كان منه فى البدن كله وصار المريض به الى ان يكون لمرضه اسهل احتمالا. واما ما لم يفعل العرق شيئا من ذلك فليس ينتفع به٭ واردى ما يكون من العرق ما كان باردا ثم ما كان فى الرأس والرقبة فقط. فان هذا العرق اذا كان مع حمى حادة دل على الموت واذا كان مع حمى هى الين واسكن انذر بطول من المرض٭
[chapter 7]
Shafi 210
واما ما دون الشراسيف فاجود حالاته ان يكون سليما من الالم لينا مستويا من الجانب الايمن والايسر. فاما متى كان ملتهبا او كان مولما او كان متمددا او كان جانبه الايمن مخالفا لجانبه الايسر فجميع ذلك ينبغى ان يحذر٭ فان كان فى نفس ذلك الموضع ايضا الذى دون الشراسيف ضربان دل على اضطراب او على اختلاط عقل. لكنه قد ينبغى ان تتفقد العينين من اصحاب هذه الحال. فان رأيت العينين تتحركان حركة متواترة فتوقع لصاحبها الجنون٭ واما الورم الحادث فيما دون الشراسيف اذا كان جاسيا مولما فاردى ما يكون منه ما اشتمل على ذلك الموضع كله. فان كان فى احد الجانبين فالاسلم منه ما كان فى الجانب الايسر٭ وهذه الاورام تدل فى اول المرض على خطر من الموت وحى٭ فان جاوزت عشرين يوما والحمى باقية والورم لم يسكن آل امرها الى التقيح٭ وقد يحدث لاصحاب هذه الحال فى الدور الاول انبعاث دم من المنخرين فينتفعون به جدا. لكنه قد ينبغى ان تسألهم هل يجدون صداعا او غشاوة. فانه ان كان بهم شىء من ذلك فالى هناك الميل٭ واحرى ان تتوقع انبعاث الدم لمن كان سنه دون الخمس وثلثين سنة٭ واما ما كان من الاورام لينا لا وجع معه يتحرك تحت الاصبع اذا غمز عليه فبحرانه يكون ابطأ وهو اقل عادية من تلك الاوام الاول٭ فان جاوزت الستين يوما والحمى باقية والورم لم يسكن دل ذلك ايضا على انه يتقيح وما يكون من الاورام ايضا فى سائر نواحى البطن فمجراه هذا المجرى٭
Shafi 211
وما كان من الاورام مولما صلبا عظيما فانه يدل على الخطر على الموات الوحى. وما كان منها لينا غير مولم يتحرك تحت الاصبع اذا غمز عليه فهو ابطأ من تلك٭ والاورام التى تكون فى البطن اقل جمعا من الاورام التى تكون فيما دون الشراسيف. واقلها تقيحا ما كان اسفل السرة٭ وانما ينبغى ان تتوقع فى تلك انبعاث دم وخاصة من المواضع التى هى اعلى منها٭ وجميع الاورام اذا طالت مدتها وازمنت فى هذه المواضع فينبغى ان تتوقع لها التقيح٭ وينبغى لك ان تجعل نظرها فى امر الاورام التى تتقيح فى تلك النواحى على هذا المثال. اقول ان احمد ما يكون مما يميل منها الى خارج ما كان منها صغيرا وكان على غاية الميل الى خارج وكان مروسا محدد الرأس. وارداها ما كان عظيما عريضا ليس له كبير رأس محدد٭ واحمد ما كان انفجاره منها الى داخل ما لم يكن بوجه من الوجوه مشاركا للموضع الخارج لكنها تكون منقبضة لاطئة لا وجع معها فترى الموضع الخارج معها كله متشابه اللون٭ واما المدة فاحمد ما يكون منها ما يكون ابيض مستويا املس وليس له رائحة منكرة. واما ما كان حاله على غاية المضادة لتلك الحال فهو فى غاية الرداة٭
[chapter 8] المقالة الثانية.
فاما الاستسقاء الذى يكون من الامراض الحادة فكله ردى. وذلك ان صاحبه لا يتخلص من الحمى الشديدة ويولم الما شديدا ويقتل. واكثر ما يبتدئ من الخاصرتين والقطن ومنه ما يبتدئ من الكبد٭ فمن ابتدأ به الاستسقاء من الخاصرتين والقطن فان قدميه ترمان ويعرض له ذرب يدوم به مدة طويلة فلا تنحل به الاوجاع التى يجدها فى خاصرتيه وفى قطنه ولا يفرغ بطنه٭ واما الاستسقاء الذى يكون من الكبد فيعرض لصاحبه ان تدعوه نفسه الى ان يسعل من غير ان ينفث شيئا يعتد به وترم قدماه ولا ينطلق بطنه ولا يخرج منه شئ الا يابس صلب باستكراه وتحدث فى بطنه اورام بعضها فى الجانب الايمن وبعضها فى الجانب الايسر تظهر أحيانا ثم لا تلبث من أن تسكن٭
[chapter 9]
Shafi 212
واذا كان الرأس والكفان والقدمان باردة والبطن والجنبان حارة فذلك ردى٭ ومن افضل الامور ان يكون البدن كله حارا لينا على استواء٭ وينبغى ان يكون تقلب المريض تقلبا سهلا واذا استقل يكون بدنه خفيفا٭ ومتى كان البدن ثقيلا واليدان والرجلان ثقبلة فالخطر ازيد٭ فان كان مع الثقل كمودة تضرب الى خضرة فى الاظفار والاصابع فالموت حال عن قريب٭ وتسود الاصابع والقدمين اصلا فيكون ذلك اقل فى الدلالة على الهلاك منها اذا كانت قد مالت الى الخضرة والكمودة. ولكنه ينبغى لك عند ذلك ان تتفقد سائر الدلائل وتتدبر امرها. فانك ان رأيت المريض محتملا لما حل به من الآفة احتمالا سهلا وكان مع ذلك دليل اخر من الدلائل التى تدل على السلامة دل ذلك على ان المرض يندفع بخروج خراج حتى يسلم المريض وتسقط المواضع التى اسودت من البدن٭
[chapter 10]
Shafi 213
فاما الانثيان والقضيب اذا تقلصت فانها تدل على الم او على الموت٭ فاما النوم فينبغى ان يكون على ما جرت به العادة منا مجرى الطبع حتى يكون المريض بالنهار منتبها وبالليل نائما. فان تغير ذلك كان الحال اردى. واقل ما يكون الاردى والمكروه من النوم اذا نام المريض فى اول النهار الى ان يمضى منه نحو ثلاثة ساعات. واما النوم الذى يكون بعد هذا الوقت فهو اردى. ومن اردى الحالات ان لا ينام المريض لا بالليل ولا بالنهار. وذلك انه انما يسهر اما من وجع والم واما من ان يصيبه اختلاط فى عقله من قبل هذا الدليل٭
[chapter 11]
Shafi 214
فاما البراز فاحمده ما يكون لينا مجتمعا وكان خروجه فى وقت خروجه فى حال الصحة وكان مقداره بقياس ما يرد البدن. وذلك ان البراز اذا كان بهذه الحال كانت الناحية السفلى من البطن صحيحة٭ فان كان البراز رقيقا فيحمد منه ما لا يكون معد صوت ولا يكون خروجه متواترا قليلا قليلا. وذلك انه اذا كان كذلك حتى يحدث للميض اعياء من كثرة القيام وتتابعه عرض له من ذلك سهر. فان خرج منه شىء كثير مرارا كثيرة لم يومن على المريض الغشى٭ ولكنه ينبغى ان يكون البراز بحسب ما يرد البدن مرتين او ثلث مرات بالنهار ومرة بالليل ويكون اكثره نحو السحر وكما من عادة ذلك الانسان ان يقوم. وقد ينبغى ان يثخن البراز اذا امعن المريض نحو البحران٭ وينبغى ان يكون البراز مائلا الى الصفرة ما هو ولا يكون شديد النتن ومما يحمد ايضا ان تخرج مع البراز حيات اذا امعن المريض نحو البحران. وينبغى ان يكون البطن فى كل مرض خاليا سمينا٭ واما البراز المائى الرقيق جدا والابيض والاصفر الشديد الصفرة والزبدى فكل ذلك ردى. ومن البراز الردى البراز اليسير اللزج الاملس الابيض منه والاصفر٭ وادل من هذا على الموت البراز الاسواد والدسيم والاخضر المنتن٭ واما البراز المختلف الالوان فينذر من طول المرض باكثر مما تنذر به تلك الاصناف الاخر وليس ما يدل عليه من الهلاك بدون ما يدل عليه تلك. واعنى بذلك ما كان من البراز فيه خراطة وما يضرب لونه الى لون الكراث وما كان اسود وربما خرجت هذه الالوان كلها معا وربما خرج كل واحد منها على حدته٭ فاما الريح فاحمد خروجها ما لم يكن معها صوت. وخروجها على كل حال مع صوت خير من اختفائها حيث هى. واذا خرجت مع صوت فانها تدل ان بصاحبها الما واختلاط عقل الا ان يكون خروج الريح منه بارادته٭ فاما الاورام التى تكون فيما دون الشراسيف وما يخفو منها اذا كان قريب العهد ولم يكن معه التهاب فان القرقرة الحادثة فى ذلك الموضع تحلها. وخاصة ان خرجت مع البراز والبول وان لم تخرج فبانتقالها. وقد ينتفع ايضا بانحدارها الى اسفل٭
[chapter 12]
Shafi 216
واحمد البول ما كان فيه ثفل راسب ابيض املس مستو فى مدة المرض كله الى ان ياتى فيه البحران. فان ذلك يدل على الثقة وعلى القصر من المرض. فان اخل حتى يبول مرة بولا صافيا ومرة يرسب فيه ثفل ابيض املس كان المرض اطول وكان الامن فيه اقل٭ فان كان البول يضرب الى الحمرة المشبعة والثفل الراسب فيه بذلك اللون املس كان المرض اطول مدة من الاول لكنه يكون سليما جدا٭ فاما متى كان الثفل الراسب فى البول شبيها بجلال السويق فانه ردى. واردى منه ما كان شبيها بالصفائح. وما كان منه رقيقا ابيض فهو ردى جدا. واردى منه ما كان شبيها بالنخالة٭ واما الغمامة المتعلقة فى البول فانها متى كانت بيضا فهى محمودة ومتى كانت سودا فهى مذمومة٭ وما دام البول اصفر رقيق القوام فانه يدل على أن المرض لم ينضج بعد. فان كان مع ذلك فى المدة طول فليس يومن ان يبقى المريض الى ان ينضج مرضه٭ ومن ادل الابوال على الموت ما كان منها مائيا وما كان منتنا وما كان اسود وما كان غليظا٭ واردى الابوال للرجال والنساء البول الاسواد وللصبيان المائى٭ ومن يبول بولا نيا رقيقا مدة طويلة ان كانت سائر الدلائل تنذر بانه يسلم فانه ينبغى ان يتوقع له خراج يخرج فى المواضع التى هى اسفل من الحجاب٭ وقد ينبغى ان تذم ايضا الدسومة التى تطفو فوق البول بمنزلة نسج العنكبوت لان هذا الدليل يدل على الذوبان٭ وقد ينبغى ان تتفقد من الابوال ما فيه الغمامة هل تلك الغمامة منه فى اسفله او هى فى اعلاه وباى الالوان هى. فما كان منها يهوى الى اسفل مع الالوان التى ذكرت ظننت به انه جيد وحمدته. وما كان منها يسمو الى فوق مع الالوان التى ذكرت ظننت به أنه ردى وذممته٭ واحذر ان لا تغلطك المثانة بان تكون فيها علة فترى فى البول شيئا من ذلك. فان ذلك الدليل ليس يكون حينئذ على البدن كله لكنه يكون على المثانة على حدتها٭
[chapter 13]
وانفع القىء ما كان البلغم فيه مخالطا للمرار جدا. ولا يكون ما يتقيأ منه غليظا جدا لان القىء كلما كان اقرب الى ان يكون صرفا محضا كان اردى٭ فان كان ما يتقيأ فى لون الكراث او اخضر او اكمد او اسود فكل ما كان من هذه الالوان فينبغى ان تظن به انه ردى٭ فان تقيأ الانسان الواحد جميع هذه الالوان فان ذلك قتال جدا٭ واذا كان يتقيأ اخضر وكان منتنا فانه يدل على الموت الوحى جدا٭ وجميع الروائح المنتنة العفنة ردية فى جميع ما يتقيأ٭
[chapter 14]
Shafi 217
فاما البصاق فينيغى فى جميع العلل النازلة بالرئة والاضلاع أن يكون نفثه سريعا سهلا وترى فيه الحمرة جدا مخالطة للريق٭ فانه ان تأخر عن اول الوجع تأخرا كثيرا ثم كان نفثه وهو احمر او اصفر او مع سعال كثير وليس المخالط للريق جدا كان ذلك ردى٭ من قبل ان الاحمر اذا كان صرفا دل على خطر والابيض اللزج المستدير مما لا ينتفع به٭ وما كان ايضا اخضر جدا او زيديا فهو ردى٭ فان كان قد بلغ من صروفته ان تراه اسود فهذا اردى من تلك٭ ومتى لم يرتفع من الرئة شىء حتى لم تخرج لكنها تبقى ممتلئة حتى يحدث لها شبيها بالغليان فى الحلق فهو ايضا ردى٭ فاما الزكام والعطاس فى جميع العلل التى تكون فى الرئة والاضلاع فردى كان ذلك قبل العلة او بعد حدوثها٭ واما فى سائر الامراض القتالة فالعطاس فيها مما ينتفع به٭
فاما البصاق الذى يخالطه شىء من الدم ليس بالكثير وهو احمر ناصع فى ورم الرئة فهو فى اول العلة يدل على السلامة جدا. فاذا اتى على العلة سبعة ايام او اكثر من ذلك والبصاق بتلك الحال فلتكن ثقتك به اقل٭ وكل بصاق لا يكون به سكون الوجع فهو ردى. واردى ما يكون منه الاسود كما وصفت. وكل ما كان به سكون الوجع فهو احمد٭
[chapter 15]
Shafi 218
وما كان من الاوجاع فى هذه المواضع لا يسكن عند نفث البصاق ولا عند استفراغ البطن ولا عند الفصد والتدبير والعلاج بالادوية فينبغى ان تعلم ان امره يؤول الى التقيح٭ وما كان من التقيح يحدث والبصاق بعد يغلب عليه المرار فهو ردى جدا كان خروج ما يخرج منها مرة البصاق الذى يغلب عليه المرار ومرة المدة او كان خروجهما معا. ولا سيما متى بدأت المدة وقد اتى على المرض سبعة ايام. وتوقع لمن ينفث هذا النفث ان يموت فى اليوم الرابع عشر اللهم الا ان يحدث له حادث محمود٭ وهذه هى الامارات المحمودة ان يكون المريض حسن الاحتمال لمرضه بسهولة وان يكون نفسه حسنا وان يكون سليما من الالم وان يقذف ما يقذفه من البصاق مع السعال بسهولة وان يوجد بدنه كله مستويا فى الحرارة واللين وان لا يكون به عطش وان يكون بوله وبرازه ونومه وعرقه كل واحد منها على ما وصفت فيما تقدم من الامارات المحمودة. فان هذه الدلائل كلها اذا كانت على هذه الحال لم يمت المريض. فان كان بعضها موجودا وبعضها مفقودا ابقى المريض حتى يجاوز الاربعة عشر يوما ثم مات فيما بعد ذلك٭ واما الردية فهى اضداد تلك. وهى هذه ان يعسر على المريض احتمال مرضه وان يكون نفسه عظيما متواترا ولا يسكن عنه المه وان يكون نفثه لما ينفثه مع السعال بكد وان يعطش عطشا شديدا وان تكون حرارة الحمى فى البدن مختلفة حتى يكون البطن والجنبان شديدة الحرارة وتكون الجبهة والكفان والقدمان باردة وان يكون البول والبراز والعرق والنوم على ما وصفنا حتى يكون كل واحد منها رديا. فان حدث للمريض بعد ذلك النفث شىء من هذه الدلائل فانه يعطب قبل ان يبلغ اربعة عشر يوما اما فى اليوم التاسع واما فى اليوم الحادى عشر. فعلى هذا ينبغى ان تنزل الامر متى كان البصاق يدل جدا على الموت ولا يتأخر الى اربعة عشر يوما. فاذا انت تفكرت مع ذلك فيما يحدث من الدلائل المحمودة والدلائل الردية قدرت ان تصل بذلك الى تقدمة المعرفة بما سيكون. ومن سلك هذا الطريق كان فى اكثر الامر مصيبا٭
واما سائر التقيح فاكثره ينفجر بعضه فى العشرين وبعضه فى الاربعين وبعضه ينتهى نحو الستين٭
[chapter 16]
Shafi 220
وقد ينبغى ان تنظر متى كان ابتداء التقيح وتحسب ذلك منذ اول يوم حمى فيه المريض او اصابه نافض او زعم انه كان يجد الما فصار مكانه ثقل فى الموضع الذى كان يجد فيه الالم. فان هذه الاشياء مما يكون فى ابتداء التقيح. فمنذ هذا الوقت ينبغى لك ان تحسب وتتوقع الانفجار فى الاوقات التى تقدم ذكرها٭ فان كان التقيح من الجانب الواحد فقد ينبغى ان تتفقد من امر هاؤلاء هل يجدون وجعا فى الجنب. وان كان احد الجنبين اسخن من الاخر تأمر المريض ان يضطجع على جانبه الصحيح ثم تسأله هل تخيل اليه كانه ثقل معلق من جانبه الاعلى.
[chapter 17]
فانه ان كان الامر كذلك فان التقيح من جانب واحد٭ وقد ينبغى ان تتعرف جميع اصحاب التقيح بهذه الدلائل. اما اول الامر فان الحمى لا تفارقهم لكنها النهار تكون رقيقة فاذا كان الليل كانت ازيد ويعرقون عرقا كثيرا ويستريحون الى السعال ولا ينفثون شيئا يعتد به وتعوران العينان وتحمران الوجنتان وتنعقف الاظافر فى اليدين وتسخن الاصابع وخاصة اطرافها وتحدث فى القدمين اورام تكون ثم تسكن ولا يشتهون الطعام وتحدث فى ابدانهم نفاخات٭
Shafi 221
وما تطول مدته من التقيح فانه تظهر فيه هذه العلامات وينبغى ان تثق بها غاية الثقة. واما ما كان منها قصير المدة فينبغى ان تنظر هل يظهر فيها شىء من تلك الدلائل التى تكون فى الابتداء وتنظر ايضا إن كان نفس ذلك الانسان بحال هى اردى٭ واما ما ينفجر من ذلك هل يكون انفجاره اسرع وابطأ فبهذه الدلائل ينبغى ان تتعرف ذلك. فان كان الالم يحدث منذ اول الامر وسوء التنفس والسعال ونفث البصاق لايزال باقيا فينبغى ان تتوقع الانفجار نحو العشرين يوما او قبل ذلك. فان كان الالم اهدى وجميع تلك الاشياء على قياس هذا فينبغى ان تتوقع التقيح بعد تلك المدة. ولا بد قبل نفث المدة ان يتزيد الالم وسوء التنفس ونفث البصاق٭ واكثر من يسلم من هؤلاء من فارقته الحمى من يومه بعد الانفجار واشتهى الطعام بسرعة ولم يكن به عطش وكان ما يخرج من بطنه يسيرا مجتمعا وكانت المدة التى ينفثها بيضا ملسا كلها بلون واحد وليس يخالطها شىء من البلغم وينقى بلا كد ولا سعال شديد. فمن كانت هذه حاله فانه يتخلص على افضل الوجوه وفى اسرع الاوقات. وبعد هذا من كان اقربه حالا. والذى يعطب من هؤلاء من لم تفارقه الحمى من يومه او وهمت انها قد فارقته ثم كرت عليه بعد ويكون به عطش ولا يشتهى الطعام ويكون بطنه لينا ويكون ما يخرج من المدة اخضر ويكون نفثه بلغميا زبديا. ومتى حدثت هذه الامور كلها فان صاحبها يعطب. واما من حدث به بعضها ولم يحدث به البعض فبعضهم يعطب وبعضهم يسلم على طول المدة. وقد ينبغى ان تستدل من جميع الدلائل التى توجد فى هؤلاء ومن سائر الدلائل كلها٭ فاما من حدثت به الخراجات من علل ذات الرئة عند الأننين وفى المواضع السفلية فان تلك الخراجات تتقيح وتنفجر وتصير نواصير واصحاب هذه العلل يتخلصون٭ وينبغى ايضا ان تنظر فى هذه الوجوه على هذا المثال. فمتى كانت الحمى لازمة وكان الالم لم يسكن وكان نفث البصاق لم ينبعث على ما ينبغى ولا كان الغالب على ما ينحدر من البطن المرار ولا كان منطلقا صرفا ولا كان البول كثيرا جدا وفيه ثفل راسب كثير وكانت سائر الدلائل كلها تدل على السلامة فقد ينبغى ان يتوقع لاصحاب هذه الحل حدوث مثل هذه الخراجات٭
وما يحدث من هذه الخراجات فى المواضع السفلية انما يحدث بمن يكون به فيما دون الشراسيف شىء من الالتهاب. وما يحدث منها فوق دون الشراسيف شىء من الالتهاب. وما يحدث منها فوق انما يحدث بمن كان ما دون الشراسيف منه خاليا من الغلظ والالم دائما ثم يعرض له سوء تنفس فلبث مدة ما ثم يسكن من غير سبب ظاهر٭ واما الخراجات التى تحدث فى الرجلين فى علل ذات الرئة القوية العظيمة الخطر فكلها نافعة. وافضلها ما كان حدوثه وما ينفث بالبصاق قد بان فيه التغير. وذلك انه متى كان حدوث الورم والالم بعد ان يكون ما ينفث بالبصاق قد تغير عن الحمرة الى حال التقيح وانبعث الى خارج كانت سلامة ذلك الانسان على غاية الثقة وكان الخراج يسكن حتى يذهب المه فى اسرع الاوقات٭
[chapter 18]
Shafi 223
فان كان ما ينفث بالبصاق ليس يخرج على ما ينبغى ولم يظهر فى البول ثفل راسب محمود فليس يومن ان يزمن المفصل الذى خرج فيه الخراج او يلقى منه صاحبه شدة شديدة. فان غابت الخراجات وما ينفث بالبصاق لم يتنفث والحمى لازمة فذلك ردى. وذلك انه لا يومن على المريض ان يختلط عقله ويموت٭ واكثر من يموت من اصحاب التقيح الحادث عن ذات الرئة من كان يطعن فى السن اكثر. واما سائر التقيح فالذين هم احدث سنا يموتون منه اكثر٭
[chapter 19]
Shafi 224
فاما الاوجاع التى تكن مع حمى فى القطن وفى لمواضع السلفية فانها ان لابست الحجاب بعد ان تفارق المواضع السفلية كان ذلك قتالا جدا. فقد ينبغى ان تتدبر بعقلك سائر الدلائل. فإنك ان رأيت مع ذلك دليلا رديا من سائر الدلائل فليس يرجى ذلك المريض. فان كان المرض قد تراقى الى الحجاب وسائر الدلائل ليست بالردية فلتقو رجاءك بان ذلك المريض يؤول امره الى التقيح٭ ومتى كانت المثانة صلبة مولمة فانها ردية فى جميع الاحوال قتالة. واقتل ما يكون اذا كان معها حمى دائمة. وذلك ان آلام المثانة قد تقوى على ان تقتل. والبطن لا ينبعث فى ذلك الوقت٭ وقد يحل ذلك البول اذا بيل بمنزلة القيح وفيه ثفل راسب ابيض املس٭ فان لم ينبعث البول اصلا ولم تلن المثانة وكانت الحمى دائمة فتوقع لصاحب ذلك الالم الهلاك فى الادوار الاول من مرضه٭ وهذا النوع يصيب خاصة الصبيان منذ يكونون ابناء سبع سنين الى ان يبلغوا خمسة عشر سنة٭
[chapter 20] المقالة الثالة
Shafi 225
فاما الحميات فيأتى فيها البحران فى تلك الاعداد من الايام باعيانها التى يسلم منها من يسلم من الناس ويعطب من يعطب٭ وذلك ان اسلم الحميات التى يعتهد فيها على اوثق الدلائل فقد تنقضى فى اليوم الرابع او قبله. واخبث الحميات التى يظهر فيها اردى الدلائل فانها تقتل فى اليوم الرابع او قبله٭ والدور الاول من ادوارها عند هذا ينتهى٭ واما الدور الثانى فينتهى فى اليوم السابع. واما الدور الثالث فينتهى فى اليوم الحادى عشر. واما الدور الرابع فينتهى فى اليوم الرابع عشر. واما الدور الخامس فينتهى فى السابع عشر. واما الدور السادس فينتهى فى اليوم العشرين. وهذه الادوار تجرى على اربعة اربعة فى الامراض الحادة الى اليوم العشرين على طريق المزيد والمراتب٭ وليس يمكن ان يحسب شىء من هذا على حساب ايام تامة اذ كان ليس بممكن ان تحسب السنة ولا شهورها على حساب ايام تامة٭ ثم بعد هذه الادوار على ذلك الطريق وعلى ذلك الوجه من المزيد يكون الدور الاول فى اربعة وثلثين يوما والثانى فى اربعين يوما والثالث فى ستين يوما٭ وما كان من هذه يكون انقضاؤه فى مدة اطول فتقدمة المعرفة فى اولها عسرة. وذلك ان اوائلها متشابهة جدا. لكنه قد ينبغى منذ اول يوم ان تتفكر وكلما جاوزت اربعة ايام تفقدت فانه لن يخفى عليك الى اين يميل٭ وسكون الربع ايضا انما يكون على هذا النظام٭ والامراض التى شأنها ان تنقضى فى اقل المدد فهى اسهل تعرفا. وذلك لان الاشياء التى تفارق بها غيرها على اعظم ما يكون. وذلك ان الذين هم على سبيل السلامة يكون نفسهم نفسا حسنا ويكونون سليمين من الالم وينامون الليل ويكون سائر الدلائل فيهم على غاية الثقة. فاما الذين يعطبون فان نفسهم يكون رديا ويشوبهم اختلاط ويعتريهم ارق ويكون سائر الدلائل فيهم على غاية الرداة٭ وقد ينبغى ان تدبر امر الوقت وامر كل واحد من مقادير التزيد الى ان تبلغ الامراض وقت انقضائها على ان هذه الامور جارية على ما وصفنا٭ وعلى هذا القياس تحدث البحرانات للنساء ايضا بعد ولادتهن٭
[chapter 21]
Shafi 226