فأخذ الناسك العصا ورماها أمام الأسقف، فانتعشت حالا واستحالت إلى أفعى هائلة كادت تنشب على أبيليوس، فاضطرب هذا وتراجع مذعورا إلى الوراء!
إذ ذاك عمل الناسك إشارة فعادت الحية إلى ما كانت عليه.
وعندما أخذ الأسقف عصاه استحالت في يده إلى غصن ذي رائحة زكية.
فقال: طلبت منك برهانا فأعطيتني اثنين، يكفي ما رأيت، فأنا واثق من رسالتك.
قال هذا والتفت إلى أبيليوس وقال له: أبيليوس، لقد سمعت مشيئة الله العلي وشهدت البرهان الساطع، فقم غدا واجمع المرضى والكسحاء في كنيسة القديس مرقس. •••
على قمة اصطناعية مشرفة على المدينة تقوم كنيسة القديس مرقس التي بنيت بأمر من قسطنطين الكبير.
يرى الناظر في حديقتها غديرا كان المؤمنون يغسلون أيديهم بمياهه قبل الدخول إلى المعبد كتبت على رخامه هذه العبارة: «لا تغسل يديك فقط، بل اغسل ذنوبك.»
أما الكنيسة فكانت مستطيلة في شكل مركب، تذكر المؤمنين بأن الكنيسة هي هيكل مقدس لا سلام للبشر إلا فيه، وأن الأساقفة والرسل هم الملاحون الذين يقودون ذلك المركب الكبير.
وأما الأسقف إسكندر فقد حفر على بابها هذه العبارة: أيها الأبناء الأحباء يجب أن تذكروا أن هذا العالم بحر مصطخب الأمواج، كثير المخاطر لا تستطيعون أن تعبروه سالمين إلا بواسطة مركب الكنيسة. •••
جاء الأحد المعين فازدانت الكنيسة بحلة الأعياد، إلا أن المرضى والكسحاء لم يحضر منهم إلا عدد قليل.
Shafi da ba'a sani ba