رفع التمثال رأسه إلى العلاء وحول نظره إلى جهة المشرق، فانبعث من مقلتيه نور عظيم شق ظلمات الليل.
إذ ذاك برزت الأشياء مغتسلة بضياء بنفسجي، فأبصر الناسك مركبا يتراوح فوق مياه النهر.
فقال التمثال: اذهب إلى الإسكندرية، لقد مات أثناسيوس الكبير، فاضطربت عند موته الأفكار واختلفت الآراء، وحلت الفوضى.
اذهب وابذر السلام بعظاتك المقدسة، فيباركك الله.
في الإسكندرية اليوم اختلاف حدث بين الكنيسة وقنصل نيسه، فالكنيسة تقول إن المسيح هو ابن الله ... والحقيقة هي لا ... إذ ...
عندما سمع الناسك هذا التجديف غضب غضبة عظيمة، فأخذ حجرا ورمى به الحيوان الهائل.
فتطاير الشرر من مقلتي التمثال، وحاول أن ينقض على سيراب ليمزقه شر ممزق.
إلا أن هذا صرخ صرخة شديدة، واستعان بالله فاحتجب التمثال كوميضة البرق ... •••
في صحراء قريبة من وادي الملوك تنتصب صخور سوداء، لا تجرؤ قدم بشر أن تبلغ إليها، كأنما الرهبة تحرس مدينة الأموات في ذلك المكان الرهيب!
هناك تخير سيراب الناسك مسكنا له صرف فيه أيامه بالصلوات والتقشفات، وقد خفي مقره عن البشر، فلم يزعج أحد عزلته الهادئة ...
Shafi da ba'a sani ba