ما بال عينك منها الماء ينسكب * كأنه من كلي مفرية سرب ديار مية إذ مى تساعفنا * ولا يرى مثلها عجم ولا عرب براقة الجيد واللبات واضحة * كأنها ظبية أفضى بها لبب زين الثياب وإن أثوابها استلبت * على الحشية يوما زانها السلب تزداد للعين إسفارا إذا سفرت * وتحرج العين منها حين تنقب تلك الفتاة التي علقتها عرضا * أن الكريم وذا الإسلام يختلب وقد وقع في شواهد الكشاف الذي وقفنا عليه ولم يذكرها رأسا مع غرر الأبيات وأحسن الشواهد منها قوله:
أذاك أم نمش بالوشى أكرعه * مسفع الخد عاد ناشط شبب أذاك أم خاضب بالسى مرتعه * أبو ثلاثين أمسى وهو منقلب هو لذي الرمة من الأبيات التي لم تذكر في شرح الشواهد في سورة البقرة عند قوله تعالى (أو كصيب من السماء) مما ثنى من التمثيل، ومنه (وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات) والأوصاف المذكورة في البيتين لثور الوحش. ومسفع الخد أسوده من السفعة. والناشط:
الخارج من أرض إلى أرض وهو أسرع ما يكون. والشبب: المسن من بقر الوحش، والظليم إذا أكل الربيع فاحمرت ساقاه أو اصفرتا يقال له خاضب ولا يقال ذلك إلا للظليم وهو ذكر النعام دون النعامة. والسى: الأرض المستوية، وهنا علم أرض بعينها. منقلب: أي راجع إلى أفراخه الثلاثين. شبه ناقته بحمار الوحش ثم بالثور الوحشي ثم بالظليم، فذاك الأول إشارة إلى الحمار في الأبيات السابقة، والثاني إلى الثور وهو مبتدأ محذوف الخبر: أي أذاك الحمار يشبه ناقتي أم ذاك الثور النمش أم الظليم الخاضب. وشواهد هذا النوع كثيرة لا تحصى، ومن ألطفها قول سيدي عمر بن الفارض رحمه الله تعالى:
أبرق بدا من جانب الغور لامع * أم ارتفعت عن وجه ليلى البراقع أم ابتسمت ليلى فضاء بوجهها * نهار به نور المحبة ساطع (عفا آية نسج الجنوب مع الصبا * وأسحم دان صادق الوعد صيب) هو للشماخ في البقرة عند قوله تعالى: (أو كصيب من السماء) يعنى أن الصيب كما يطلق على المطر الذي يصوب: أي ينزل ويقع، يقال للسحاب صيب أيضا كما في بيت الشماخ.
يقول: إن اختلاف الرياح وتتابع الأمطار على ربع المحبوبة عفا آية وغير رسمه ومحا أثره، ونحوه قول زهير:
قف بالديار التي لم يعفها القدم * بلى وغيرها الأرواح والديم (أحاولت إرشادي فعقلي مرشدي * أم اشتقت تأديبي فدهري مؤدبي هما أظلما حالي ثمت أجليا * ظلاميها عن وجه أمراد أشنب) شجى في حلوق الحادثات مشرق * به عزمه في الترهات مغرب
Shafi 326