352

Tanzih Alkur'ani

تنزيه القرآن عن المطاعن

Nau'ikan

وربما قالوا ان قوله تعالى (وأنه هو أضحك وأبكى) يدل على أن أفعالنا مخلوقة لله تعالى. وجوابنا أن ذلك إن دل فانما يدل على أنه فعل الضحك والبكاء ولا عموم فيهما فان فعلهما تعالى باثنين ثم الظاهر فمن أين أن كل ضحك وبكاء من فعل الله تعالى. فان قيل فما قولكم في الضحك أهو من فعل العبد أو من فعل الله وقد يتعذر على المرء ترك الضحك فكيف يكون من فعله. وجوابنا أن الضحك هو التفتح المخصوص الذي يظهر في الوجه وذلك يكون من فعل العبد ولا حال يضحك فيها الا ويجوز أن يتركه لأنه لو خوف من الضحك لتركه فأما الابكاء فهو من فعله تعالى لأنه إنزال ما يدفع صفة الوجه فحقيقته أنه تعالى تعالى هو الذي يبكي العبد وإن كان العبد قد يتسبب في ذلك وقد قيل ان المراد بقوله (أضحك) انه أنعم على اهل الثواب بالجنة والثواب (وأبكى) انه عاقب اهل النار واستدلوا على ذلك بقوله تعالى (ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى وأنه هو أضحك وأبكى) وذلك لا يليق الا بأمر الآخرة فشبه ما ينالهم من النعيم والسرور بالضحك وما ينالهم من العقاب بالبكاء.

[مسألة]

وربما قيل في قوله (وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى) كيف يصح ذلك ونحن نعلم ما لا يخلق من النطفة من الذكر والانثى؟ وجوابنا ان جميع ما فعله من الذكر والأنثى أصل الخلقة فيه النطفة وإن كانت ربما تكون بواسطة وربما لا تكون وما يوجد على غير هذا الوجه لا نعلم فيه الذكر من الانثى وقوله عز وجل (وأن عليه النشأة الأخرى) يدل على وجوب الاعادة لاجل الاثابة لان في قوله (وأن عليه) دلالة الوجوب. وقوله تعالى (وأنه أهلك عادا الأولى) ظاهره أن بعد عاد عادا ثانيا فيكون هو الاول وقد روى ذلك في الاخبار. ومن قال أنه واحد تأول على ما قاله الحسن لانه قال هم الاول لنا من حيث كانوا قبلنا ونحن كالآخر لهم.

Shafi 406