291

Tanzih Alkur'ani

تنزيه القرآن عن المطاعن

Nau'ikan

ومتى قيل ما المراد بقوله (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) كيف يصح أن يكون أولى بهم من أنفسهم وكيف يصح في أزواجه أن يكن أمهاتهم؟ وجوابنا أنه أولى بهم فيما يقتضي الانقياد في الشرع وأولى بهم فيما يتصل بالاشقاق أو المراد أنه أولى بهم من بعضهم لبعض كقوله تعالى فسلموا على أنفسكم واما أن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين فالمراد تأكيد تحريمهن على المؤمنين وتبرئة رسول الله عن ان يخلفه في أزواجه غيره ولذلك روي عن عائشة في امرأة قالت انك أمي انها أنكرت ذلك وقالت انما أنا أم رجالكم لأن التزويج في الرجال يصح فأكد ذلك بأن شبههن بالامهات وربما حذف في التشبيه اللفظ ليكون على وجه التحقيق كما يقال للرجل البليد هو حمار ولمن لا يصغي ولا يفهم انه ميت قال تعالى (إنك لا تسمع الموتى).

[مسألة]

ومتى قيل ما معنى قوله (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) وقوله (وأخذنا منهم ميثاقا غليظا) ما هذا الميثاق المأخوذ من أمم الانبياء؟ وجوابنا انه تعالى لما أعلمهم بوجوب طاعته وطاعة الرسول ودلهم على ذلك ببعثة الرسل وغيرهم وألزمهم القيام بذلك كان ذلك أوكد من المواثيق بالايمان المغلظة وأعظم في وجوب الحجة عليهم في الآخرة ولذلك قال تعالى بعده (ليسئل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما).

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين) كيف يجوز أن يزيد في عقابهن وذلك ظلم يتعالى الله عنه؟ وجوابنا ان مكان اتصالهن برسول الله صلى الله عليه وسلم وعظم نعمة الله عليهن بذلك وبغيره يوجب ان ما يقع منهن من المعصية يكون أعظم عقابا لان المعصية تعظم بعظم نعمة المعصي كما ان معصية الولد لوالده وله عليه الحقوق العظيمة أعظم فبين الله تعالى ان عقاب معصيتهن لو وقعت منهن يكون أعظم لان ذلك عين المستحق فان قيل فقد قال تعالى (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين) فانه كان عظم المعصية لعظم النعمة فيجب في الطاعة ان يكون موقعها منهن أخف لان عظم النعمة كما يعظم المعصية يخفف أمر الطاعة. وجوابنا عن ذلك ان الطاعة لله تعالى تعظم لوجه آخر وهو ان الناس يقتدون بهن لعظم منزلتهن في القلوب كما قال صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في من سن سنة حسنة.

[مسألة]

Shafi 334