Tanzih Alkur'ani
تنزيه القرآن عن المطاعن
Nau'ikan
وربما قيل في قوله تعالى (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله) كيف يصح أن يفرحوا بغلبة بعض الكفار لبعض؟ وجوابنا أنه تعالى لما بشر المؤمنين بأنهم سيغلبونهم ذكر ذلك فلو لم يكن إلا ما يظهر من صدق هذا الوعد لكفى فكيف وقد ينصر المؤمن مما يجري من الذل على الكفار من قبل الكفار أيضا ولذلك قال تعالى بعده (وعد الله لا يخلف الله وعده) وبين ان الاكثر من الناس لا يعلم الا ظاهر الحياة الدنيا دون ما يتعلق بالدين بقوله تعالى (ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) ومتى قيل في قوله تعالى (وهم عن الآخرة) لما ذا كرر وما الفائدة فيه وهل يحمل على التأكيد أو فيه مزيد فائدة. فجوابنا «*» [مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ثم كان عاقبة الذين أساؤا السواى أن كذبوا بآيات الله) كيف يصح أن يسمى ما يفعله بهم تعالى سوءا وذلك لا يكون إلا قبيحا؟ وجوابنا أنه أجرى هذا اللفظ على ما هو جزاء عليه كقوله (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وذكره كثير في اللغة والا فما يفعله تعالى لا يكون الا عدلا وحكمة وذلك لا يوصف بهذا الوصف ولذلك لا يحسن وصف الله تعالى بأنه مسيء.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) ثم قال (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا) فبين أنهم عند قيام الساعة يتفرقون الى هذين القسمين كافر ومؤمن فقولك أن الفاسق له منزلة بينهما يبطل. وجوابنا أنه تعالى قال يتفرقون ثم ابتدأ بقوله تعالى فأما الذين آمنوا وأما الذين كفروا فذكرهما ولم ينف ثالثا لهما وقد ثبت حكم ذلك الثالث بسائر الآيات.
[مسألة]
Shafi 320