256

Tanzih Alkur'ani

تنزيه القرآن عن المطاعن

Nau'ikan

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين) كيف يصح أن يكون تعالى جعلهم أعداء للانبياء؟ وجوابنا أنه تعالى إذا عظم الانبياء واصطفاهم وخصهم بالمعجزات وكان ذلك من قبله ولأجل ذلك عادوا الانبياء جاز أن يضيف ذلك إلى نفسه من هذا الوجه بأنه يفعل فيهم العداوة مع زجره ونهيه عن ذلك ومع ايجابه عليهم أن يتركوها إلى الولاية وإلى التصديق والانقياد وحكى تعالى عن الكفار أنهم قالوا (لو لا نزل عليه القرآن جملة واحدة) كالذي فعله تعالى في كتب الأنبياء وجعلوا ذلك كالطعن فقال جل وعز (كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) فبين أن إنزاله على تصرف الاوقات وتجديد ذلك على قلبه ما يوجب الثبات والصبر وذلك معلوم من حال ما يرد على السمع في الاوقات المتباينة وبعد فإنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب ويقرأ فلو أنزل عليه جملة واحدة لكان مخالفا للحكمة وبعد فإن إنزاله في وقته أحسن موقعا من إنزاله قبله فعند الحوادث إنزال الله تعالى ما يتصل بها.

[مسألة]

وربما قيل في قوله تعالى (الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم) كيف يصح حشرهم على وجوههم؟ وجوابنا أنه تعالى قادر على ذلك ويكون أدخل في الذل والاهانة ويحتمل أن يكون المراد أنهم يساقون وجها واحدا إلى جهنم من دون ميل وتوقف كما يقول القائل جئتك اليوم وجها واحدا.

[مسألة]

Shafi 291