Tanzih Alkur'ani
تنزيه القرآن عن المطاعن
Nau'ikan
وجوابنا ان الاسباب التي بها يؤتلف كانت من قبله تعالى فأضاف اليه الائتلاف وهذا كما تضيف الى الله تعالى الرزق وان كان المرء يسعى في الاكتاب وأراد تعالى اعظام المنة على رسوله صلى الله عليه وسلم بما سهله من تألف القوم على طاعته وموافقته مع الذي كانوا عليه من المباينة الشديدة ومن الآنفة والحمية.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا) كيف يصح ان يضيف ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو منزه عن الرغبة في الدنيا ولا يريد الا ما أراده الله تعالى. وجوابنا انه لم يضف ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم على الحقيقة حتى يلزم ما ذكرته وانما نسبه الى غيره ممن كان بغيته الغنائم وقد يصح ايضا من الانبياء إرادة عرض الدنيا من المباحات وان كان تعالى يريد العبادات ومعنى قوله تعالى (لو لا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم) فالمراد ما كتبه الله تعالى في اللوح المحفوظ من كون ما وقع من باب الصغائر المغفورة وقيل لو لا كتاب سبق نزوله ما أحدثتموه من الاسرى والكتاب هو القرآن فآمنتم به واستحققتم بالايمان غفران صغائر ذنوبكم لمسكم فيما أخذتم من الامر عذاب عظيم.
[مسألة]
وربما قيل في قوله تعالى (يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا) أليس يدل ذلك على حدوث علم من الله تعالى. وجوابنا انه تعالى يذكر العلم ويريد المعلوم من حيث صح أن معلوم العلم يكون على ما تناوله وعلى هذا الوجه يمدح أحدنا صاحبه ويقول قد علمت ما أنت عليه من الخير والفضل وذلك كثير في القرآن.
تنزيه القرآن (11)
Shafi 161