Tanzihin Annabawa
تنزيه الأنبياء
اشتد حزنه وجزعه ورأى من أخيه هارون (ع) مثل ما كان عليه من الجزع والقلق أخذ برأسه يجره إليه متوجعا له مسكنا له كما يفعل أحدنا بمن تناله المصيبة العظيمة فيجزع لها ويقلق منها وعلى هذا الجواب يكون قوله فلا تشمت بي الأعداء لا يتعلق بهذا الفعل بل يكون كلاما مستأنفا فأما قوله على هذا الجواب لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي فيحتمل أن يريد أن لا تفعل ذلك وغرضك التسكين مني فيظن القوم أنك منكرا علي وقال قوم في هذه الآية إن بني إسرائيل كانوا على نهاية سوء الظن بموسى (ع) حتى أن هارون (ع) كان غاب عنهم غيبة فقالوا لموسى (ع) أنت قتلته فلما وعد الله تعالى موسى (ع) ثلاثين ليلة وأتمها له بعشر وكتب له في الألواح من كل شيء وخصه بأمور شريفة جليلة الخطر بما أراه من الآية في الجبل ومن كلام الله تعالى له وغير ذلك من شريف الأمور ثم رجع إلى أخيه أخذ برأسه ليدنيه إليه ويعلمه ما جدده الله تعالى له من ذلك ويبشره فخاف هارون (ع) أن يسبق إلى قلوبهم ما لا أصل له فقال إشفاقا على موسى (ع) لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي لتسر إلى ما تريده بين أيدي هؤلاء فيظنوا بك ما لا يجوز عليك ولا يليق بك والله تعالى أعلم بمراده من كلامه مسألة فإن قيل فما وجه قوله تعالى فيما حكاه عن موسى (ع) والعالم الذي كان صحبه وقيل إنه الخضر (ع) من الآيات التي ابتدأ فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا إلى آخر الآيات المتضمنة لهذه القصة وأول ما تسألون عنه في هذه الآيات أن يقال لكم كيف يجوز أن يتبع موسى ع
Shafi 81