153

وعمارة وهو عمارة بن جوير [حريز] وهو أبو هارون العبدي قيل إنه متروك الحديث ومما ينبئ عن ضعف هذا الحديث واختلاله أن من المعروف الظاهر أن أمير المؤمنين (ع) لم يرو عن أحد قط حرفا غير النبي (ص) وأكثر ما يدعى عليه من ذلك هذا الذي نحن في الكلام عليه وقوله ما حدثني أحد عن رسول الله (ص) إلا استحلفته يقتضي ظاهره أنه قد سمع أخبارا عنه (ع) من جماعة من الصحابة والمعلوم خلاف ذلك وأما تعجب النظام من الاستحلاف ففي غير موضعه لأنا نعلم أن في عرض اليمين تهييبا لمن عرضت عليه وتذكيرا بالله تعالى وتخويفا بعقابه سواء كان من تعرض عليه ثقة أو ظنينا لأن بذل اليمين والإقدام عليها يزيدنا في الثقة بصيرة وربما قوى ذلك حال الظنين لبعد الإقدام على اليمين الفاجرة ولهذا نجد كثيرا من الجاحدين للحقوق متى عرضت عليهم اليمين امتنعوا منها وأقروا بها بعد الجحود واللجاج ولهذا استظهر في الشريعة باليمين على المدعى عليه وفي القاذف زوجته بالتلفظ باللعان ولو أن ملحدا أراد الطعن على الشريعة واستعمل من الشبهة ما استعمله النظام فقال أي معنى لليمين في الدعاوي والمستحلف إن كان ثقة فلا معنى لإحلافه وإن كان ظنينا متهما فهو بأن يقدم على اليمين أولى وكذلك في القاذف زوجته لما كان له جواب إلا ما أجبنا به النظام وقد ذكرناه وقد حكي عن الزبير بن بكار في هذا الخبر تأويل قريب وهو أنه قال كان أبو بكر وعمر إذا جاءهما حديث عن رسول الله (ص) لا يعرفانه لم يقبلاه حتى يأتي مع الذي ذكره آخر فيقوما مقام الشاهدين قال فأقام أمير المؤمنين (ع) اليمين مع دعوى المحدث مقام الشاهد مع اليمين في الحقوق كما أقاما الرواية في طلب شاهدين عليهما مقام باقي الحقوق فإن قيل أوليس هذا الحديث إذا سلمتوه وأخذتم في تأويله يقتضي أن أمير المؤمنين ع

Shafi 154