55

ومع هذا فالرسول عليه السلام أشرف وأسنى من أن يمتحن بمثل هذه النقيصة ، ومع ذلك فما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها ولا شغف بها في كتاب ولا سنة سوى ما تخيله (1) الجهلة ، وكل ما رووه في ذلك عن الصحابة فكذب وزور وجهل بمقتضى الآية ومنصب النبوة ، وتخرص من أهل النفاق ، وها أبين لك ذلك في سياق الآية إن شاء الله تعالى.

فصل

[معجزة في هذه القصة وكرامة وشرف وتشريف]

قال الله تعالى : ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ) [الأحزاب : 33 / 37].

ذكر بعض المفسرين في أشبه الأقوال أن قوله تعالى : ( وإذ تقول ) ، تنبيه من الله تعالى لنبيه عليه السلام على وجه العتاب في قوله لزيد : ( أمسك عليك زوجك )، وأقول إنه تنبيه لنبيه عليه السلام ليتهيأ لفهم الخطاب من غير عتاب ، وهو الأظهر والأولى.

وبذا تناصرت الآيات كقوله تعالى : ( إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) [البقرة : 2 / 124] ، وقوله : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) [البقرة : 2 / 32] وفي سور أخر إلى غير ذلك من الآي.

وأما قوله تعالى : ( أنعم الله عليه ) [الأحزاب : 33 / 37] ، ففي هذا الخبر معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم وكرامة لزيد ، لكنها من أعز الكرامات وأشرفها.

فأما المعجزة فهي من باب إخباره عليه السلام بالغيوب فتقع كما أخبر عنها.

Shafi 65