ذلك وجاء في الأثر أن عليا كرم الله وجهه كانت له جارية تتصرف في أشغاله وكان بإزائه مسجد فيه قيم فكانت متى مرت به تلك الجارية قال لها أما إني أحبك فشق عليها ذلك فأخبرت عليا رضي الله عنه بذلك فقال لها إذا قال لك ذلك فقولي له وأنا أحبك فأيش تريد بعد هذا
فلما مرت به قالت له ذلك فقال نصبر حتى يحكم الله بيننا فلما أخبرت عليا عليه السلام بما قال لها دعا به وقال له خذها إليك فقد حكم الله بينكما فهذا شأن الظرفاء والمتدينين من المحبين
ومع هذا فالرسول عليه السلام أشرف وأسنى من أن يمتحن بمثل هذه النقيصة ومع ذلك فما صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبها ولا شغف بها في كتاب ولا سنة سوى ما تخيله الجهلة وكل ما رووه في ذلك عن الصحابة فكذب وزور وجهل بمقتضى الآية ومنصب النبوة وتخرص من أهل النفاق وها أبين لك ذلك في سياق الآية إن شاء الله تعالى
فصل
</span>
قال الله تعالى {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله}
ذكر بعض المفسرين في أشبه الأقوال أن قوله تعالى {وإذ تقول} تنبيه من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم على وجه العتاب في قوله لزيد {أمسك عليك زوجك} وأقول إنه تنبيه لنبيه صلى الله عليه وسلم ليتهيأ لفهم الخطاب من غير عتاب وهو الأظهر والأولى
Shafi 53