84

Tanwir

التنوير شرح الجامع الصغير

Bincike

د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم

Mai Buga Littafi

مكتبة دار السلام

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Inda aka buga

الرياض

Nau'ikan

بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن من قبل أن تسرج دوابه". قال الشارح: فقد دل الحديث على أنه سبحانه يطوي الزمان لمن يشاء من عباده كما يطوي لهم المكان. قلت: ما هنا طي زمان بل توسعة فيه عليه فقط ولا دلالة في الحديث على أنه يسر عليه جريانَ الحروف على فمه والكيفية مجهولة لنا ولهذا كان هذا الفعل من معجزاته ثم نقل عن ابن أبي شريف أن أبا طاهر المقدسي كان يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة انتهى. قلت (الصنعاني): هذا أمر لا يذعِنُ به العقل، ولا ورد به عن المعصوم ﷺ النقل، فهذا النقل مبني على تهوكات صوفية وأمور ذوقية لا نؤمن بها ولا نقبل إلا ما جاء عن المصطفى ﷺ من الأخبار في الخوارق ولو كان هذا صحيحا لكان أحق الناس به الصحابة ليتسع حفظ كتاب الله تعالى وينتشر على كل لسان، وما ورد إلا أنه كان يأخذ الواحد فيهم الآيات الثلاث ويحزبون القرآن أحزابًا وكان المصطفى ﷺ يعارضه جبريل ﵇ كل رمضان مرة، وفي عام قَبَضَهُ عارضه مرتين لكن الشارح يصدق عن المتصوفة كل خارقة ويصغي سمعه لهم إلى كل ناعقة. ٦ - موقفه من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان: لا شك أن الاعتقاد بعدالة كافة الصحابة هو قول كافة علماء أهل السنة والجماعة وعليه سلف الأمة وجماهير الخلف من أمثال الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وكافة المحدثين كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن معين وابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم وابن حبان وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من السلف والخلف. وخالف الأمة الإِسلامية طوائف من المعتزلة والخوارج وأهل الرفض. قال تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ [التوبة: ١٠٠]. وقال الرسول ﷺ: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق

1 / 89