83

Tanwirin Hawalik

تنوير الحوالك شرح موطأ مالك

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية الكبرى

Inda aka buga

مصر

[٢٤٩] عَن بن شهَاب عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يرغب فِي قيام رَمَضَان قَالَ بن عبد الْبر اخْتلفت الروَاة عَن مَالك فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث فَرَوَاهُ يحيى بن يحى ي هَكَذَا مُتَّصِلا وَتَابعه بن بكير وَسَعِيد بن عفير وَعبد الرَّزَّاق وَابْن الْقسم ومعن وَعُثْمَان بن عمر عَن مَالك بِهِ وَرَوَاهُ القعْنبِي وَأَبُو مُصعب ومطرف وَابْن نَافِع وَابْن وهب وَأكْثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَكِيع بن الْجراح وَجُوَيْرِية بن أَسمَاء كلهم عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن عَن النَّبِي ﷺ مُرْسلا لم يذكرُوا أَبَا هُرَيْرَة وَعند القعْنبِي ومطرف وَالشَّافِعِيّ وَابْن نَافِع وَابْن بكير وَأبي مُصعب عَن مَالك حَدِيثه عَن بن شهَاب عَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه هَكَذَا رَوَوْهُ فِي الْمُوَطَّأ وَلَيْسَ هُوَ عِنْد يحيى أصلا وَعند الشَّافِعِي حَدِيث حميد وَلَيْسَ عِنْده حَدِيث أبي سَلمَة من غير أَن يَأْمر بعزيمة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ لَا يَأْمُرهُم أَمر إِيجَاب وتحتيم بل أَمر ندب وترغيب ثمَّ فسره بقوله فَيَقُول إِلَى آخِره وَهَذِه الصِّيغَة تَقْتَضِي التَّرْغِيب وَالنَّدْب دون الْإِيجَاب فَيَقُول من قَامَ رَمَضَان قَالَ بن عبد الْبر أجمع رُوَاة الْمُوَطَّأ على هَذَا اللَّفْظ وَلذَلِك أدخلهُ مَالك فِي بَاب قيام رَمَضَان ويصححه قَوْله كَانَ يرغب فِي قيام رَمَضَان وَأما أَصْحَاب بن شهَاب فانهم اخْتلفُوا فَرَوَاهُ مَالك وَمعمر وَيُونُس وَأَبُو أويس كَذَلِك وَرَوَاهُ سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَحده عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من صَامَ رضمان وَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّد بن عمر وَيحيى بن أبي كثير وَيحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ كلهم عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة بِلَفْظ من صَامَ رَمَضَان وَرَوَاهُ عقيل عَن الزُّهْرِيّ بِلَفْظ من صَامَ رَمَضَان وقامه قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد بِقِيَام رَمَضَان صَلَاة التَّرَاوِيح وَقَالَ غَيره لَيْسَ المُرَاد بِقِيَام رَمَضَان صَلَاة التَّرَاوِيح بل مُطلق الصَّلَاة الْحَاصِل بهَا قيام اللَّيْل إِيمَانًا واحتسابا قَالَ النَّوَوِيّ معنى إِيمَانًا تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ حق مُعْتَقد أفضليته وَمعنى احتسابا أَن يُرِيد بِهِ الله وَحده لَا بِقصد رُؤْيَة النَّاس وَلَا غير ذَلِك مِمَّا يُخَالف الْإِخْلَاص انْتهى ونصبهما على الْمصدر أَو الْحَال غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه قَالَ النَّوَوِيّ الْمَعْرُوف عِنْد الْفُقَهَاء أَن هَذَا مُخْتَصّ بغفران الصَّغَائِر دون الْكَبَائِر قَالَ بَعضهم وَيجوز أَن يُخَفف من الْكَبَائِر إِذا لم يُصَادف صَغِيرَة وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر ظَاهره يتَنَاوَل الصَّغَائِر والكبائر وَبِه جزم بن الْمُنْذر فَائِدَة اخْرُج بن عبد الْبر من طَرِيق حَامِد بن يحيى عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله ﷺ قَالَ من قَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا قَالَ حَامِد بن يحيى عَنهُ قَامَ رَمَضَان وَلم يقل صَامَ وَزَاد وَمَا تَأَخّر وَهِي زِيَادَة مُنكرَة فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر قد تَابعه على هَذِه الزِّيَادَة قُتَيْبَة عَن سُفْيَان عِنْد النَّسَائِيّ وَالْحُسَيْن الْمروزِي فِي كتاب الصّيام لَهُ وَهِشَام بن عمار فِي الْجُزْء الثَّانِي عشر من فَوَائده ويوسف النجاحي فِي فَوَائده كلهم عَن بن عُيَيْنَة ووردت أَيْضا من طَرِيق أبي سَلمَة من وَجه آخر أخرجهَا أَحْمد من طَرِيق حَمَّاد بن سَلمَة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن ثَابت عَن الْحسن كِلَاهُمَا عَن النَّبِي ﷺ ووردت أَيْضا من رِوَايَة مَالك نَفسه أخرجهَا أَبُو عبد الله الْجِرْجَانِيّ فِي أَمَالِيهِ من طَرِيق بَحر بن نصر عَن بن وهب عَن ملك وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَلم يُتَابع بَحر بن نصر على ذَلِك أحد من أَصْحَاب بن وهب وَلَا من أَصْحَاب مَالك وَلَا يُونُس سوى مَا قدمْنَاهُ قَالَ بن شهَاب فَتوفي رَسُول الله ﷺ وَالْأَمر على ذَلِك إِلَى آخِره قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا مُرْسل أرْسلهُ بن شهَاب قَالَ وَمعنى قَوْله وَالْأَمر على ذَلِك وَحَال النَّاس على مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي زمن النَّبِي ﷺ من ترك النَّاس وَالنَّدْب إِلَى الْقيام وَإِن لَا يجتمعوا فِيهِ على إِمَام يُصَلِّي بهم خشيَة أَن يفْرض عَلَيْهِم وَيصِح أَن يَكُونُوا لَا يصلونَ إِلَّا فِي بُيُوتهم أَو يُصَلِّي الْوَاحِد مِنْهُم فِي الْمَسْجِد وَيصِح أَن يَكُونُوا لم يجمعوا على إِمَام وَاحِد وَلَكنهُمْ كَانُوا يصلونَ أوزاعا مُتَفَرّقين وَقَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ اسْتمرّ الْأَمر هَذِه الْمدَّة على أَن كل وَاحِد يقوم رَمَضَان فِي بَيته مُنْفَردا حَتَّى انْقَضى صدر من خلَافَة عمر ثمَّ جمعهم عمر على أبي بن كَعْب فصلى بهم جمَاعَة وَاسْتمرّ الْعَمَل على فعلهَا جمَاعَة وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر قَوْله وَالْأَمر على ذَلِك أَي على ترك الْجَمَاعَة فِي التَّرَاوِيح وَلأَحْمَد فِي رِوَايَة بن أبي ذِئْب عَن الزُّهْرِيّ فِي هَذَا الحَدِيث وَلم يكن رَسُول الله ﷺ جمع النَّاس على الْقيام قَالَ وَقد أدرج بَعضهم قَول بن شهَاب فِي نفس الْخَبَر أخرجه التِّرْمِذِيّ من طَرِيق معمر عَن بن شهَاب قَالَ وَأما مَا رَوَاهُ بن وهب عَن أبي هُرَيْرَة خرج رَسُول الله ﷺ وَإِذا النَّاس فِي رَمَضَان يصلونَ فِي نَاحيَة الْمَسْجِد فَقَالَ مَا هَذَا فَقيل نَاس يصلى بهم أبي بن كَعْب فَقَالَ أَصَابُوا وَنعم مَا صَنَعُوا ذكره بن عبد الْبر فَفِيهِ مُسلم بن خَالِد وَهُوَ ضَعِيف وَالْمَحْفُوظ أَن عمر هُوَ الَّذِي جمع النَّاس على أبي بن كَعْب انْتهى

1 / 104