[١٨٨] عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن قَالَ بن عبد الْبر لَيْسَ هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ إِلَّا عَن الْعَلَاء عِنْد جَمِيع الروَاة وَقد انْفَرد مطرف فِي غير الْمُوَطَّأ فَرَوَاهُ عَن مَالك عَن بن شهَاب عَن أبي السَّائِب وَسَاقه كَمَا فِي الْمُوَطَّأ سواهُ وَهُوَ غير مَحْفُوظ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هُوَ غَرِيب من حَدِيث مَالك عَن بن شهَاب لم يروه غير مطرف أَنه سمع أَبَا السَّائِب قَالَ النَّوَوِيّ لَا يعرف اسْمه مولى هِشَام بن زهرَة قَالَ المذى فِي التَّهْذِيب وَيُقَال مولى عبد الله بن هِشَام زهرَة وَيُقَال مولى بني زهرَة روى عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ والمغيرة بن شُعْبَة وَلم يذكر لَهُم رَابِعا من صلى صَلَاة لم يقْرَأ فِيهَا بِأم الْقُرْآن هِيَ الْفَاتِحَة سميت بذلك لِأَنَّهَا فاتحته كَمَا سميت مَكَّة أم الْقرى لِأَنَّهَا أَصْلهَا ذكره النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم وَقيل لِأَنَّهَا اشْتَمَلت على جَمِيع عُلُوم الْقُرْآن بطرِيق الْإِجْمَال فَهِيَ خداج أَي ذَات خداج أَي نُقْصَان يُقَال خدجت النَّاقة إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل أَوَان النِّتَاج وَإِن كَانَ نَام الْخلق وأخدجته إِذا وَلدته نَاقِصا وَإِن كَانَ لتَمام الْولادَة هَذَا قَول الْخَلِيل والأصمعي وَأبي حَاتِم وَآخَرين وَقَالَ جمَاعَة من أهل اللُّغَة خدجت وأخدجت إِذا ولدت لغير تَمام غير تَمام هُوَ تَأْكِيد فغمز ذراعي قَالَ الْبَاجِيّ هُوَ على معنى التأنيس لَهُ وتنبيهه على فهم مُرَاده والبعث لَهُ على جمع ذهنه وفهمه لجوابه قَالَ الله تَعَالَى قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ قَالَ الْعلمَاء أَرَادَ بِالصَّلَاةِ هن الْفَاتِحَة سميت بذلك لِأَنَّهَا لَا تصح إِلَّا بهَا كَقَوْلِه الْحَج عَرَفَة وَالْمرَاد قسمتهَا من جِهَة الْمَعْنى لِأَن نصفهَا الأول تحميد لله تَعَالَى وتمجيد وثناء عَلَيْهِ وتفويض إِلَيْهِ وَالنّصف الثَّانِي سُؤال وتضرع وافتقار وَاحْتج الْقَائِلُونَ بِأَن الْبَسْمَلَة لَيست من الْفَاتِحَة بِهَذَا الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ من أوضح مَا احْتَجُّوا بِهِ لِأَنَّهَا سبع آيَات بِالْإِجْمَاع فَثَلَاث فِي أَولهَا ثَنَاء أَولهَا الْحَمد لله وَثَلَاث دُعَاء أَولهَا اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وَالسَّابِعَة متوسطة وَهِي إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين قَالُوا وَلِأَنَّهُ لم يذكر الْبَسْمَلَة فِيمَا عدده وَلَو كَانَت مِنْهَا لذكرها وَأجِيب بِأَن التصنيف عَائِد إِلَى جملَة الصَّلَاة لَا إِلَى الْفَاتِحَة هَذَا حَقِيقَة اللَّفْظ أَو عَائِد إِلَى مَا يخْتَص بِالْفَاتِحَةِ من الْآيَات الْكَامِلَة وَبِأَن معنى قَوْله يَقُول العَبْد الْحَمد لله أَي إِذا انْتهى فِي قِرَاءَته إِلَى ذَلِك يَقُول العَبْد الْحَمد لله رب الْعَالمين يَقُول الله حمدني عَبدِي إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء إِنَّمَا قَالَ حمدني وَأثْنى عَليّ ومجدني لِأَن التَّحْمِيد وَالثنَاء بجميل الْأَفْعَال والتمجيد الثَّنَاء بِصِفَات الْجلَال وَيُقَال أثنى عَلَيْهِ فِي ذَلِك كُله وَلِهَذَا جَاءَ جَوَابا للرحمن الرَّحِيم لاشتمال اللَّفْظَيْنِ على الصِّفَات الذاتية والفعلية يَقُول العَبْد إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين فَهَذِهِ الْآيَة بيني وَبَين عَبدِي قَالَ الْبَاجِيّ مَعْنَاهُ أَن بعض الْآيَة تَعْظِيم للباري تَعَالَى وَبَعضهَا استعانة من العَبْد بِهِ على أَمر دينه ودنياه ولعبدي مَا سَأَلَ أَي من العون فَهَؤُلَاءِ لعبدي قَالَ الْبَاجِيّ مَعْنَاهُ أَن هَؤُلَاءِ الْآيَات مُخْتَصَّة بِالْعَبدِ لِأَنَّهَا دعاؤه بالتوفيق إِلَى صِرَاط من أنعم عَلَيْهِم والعصمة من صِرَاط المغضوب عَلَيْهِم والضالين
[١٩٣] عَن بن أكيمَة اسْمه عمَارَة وَقيل عَمْرو وكنيته أَبُو الْوَلِيد آنِفا بِمد أَوله وَكسر النُّون أَي قَرِيبا إِنِّي أَقُول مَالِي أنازع الْقُرْآن هُوَ بِمَعْنى التثريب واللوم لمن فعل ذَلِك قَالَ الْبَاجِيّ وَمعنى منازعتهم لَهُ إِلَّا يفردوه بِالْقِرَاءَةِ ويقرؤوا مَعَه من التَّنَازُع بِمَعْنى التجاذب
1 / 82