[١٦٢] عَن بن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله هَذَا إِسْنَاد آخر لمَالِك فِي هَذَا الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر لم يخْتَلف على مَالك فِي الْإِسْنَاد الول أَنه مَوْصُول وَأما هَذَا فَرَوَاهُ يحيى مُرْسلا وَتَابعه أَكثر رُوَاة الْمُوَطَّأ وَوَصله القعْنبِي فَقَالَ عَن أَبِيه وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ انْفَرد القعْنبِي بروايته إِيَّاه فِي الْمُوَطَّأ مَوْصُولا عَن مَالك وَلم يذكر غَيره من رُوَاة الْمُوَطَّأ فِيهِ بن عمر وَوَافَقَهُ على وَصله عَن مَالك خَارج الْمُوَطَّأ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَعبد الرَّزَّاق وروح بن عبَادَة وَأَبُو مرّة وكامل بن طَلْحَة وَآخَرُونَ وَوَصله عَن الزُّهْرِيّ جمَاعَة من حفاظ أَصْحَابه قَالَ وَكَانَ بن أم مَكْتُوم رجلا أعمى ظَاهره على رِوَايَة القعْنبِي أَن فَاعل قَالَ هُوَ بن عمر وَبِه جزم الشَّيْخ موفق الدّين الْحَنْبَلِيّ فِي الْمُغنِي وَفِي البُخَارِيّ فِي بَاب الصّيام مَا يتعهد لَهُ وَصرح الْحميدِي فِي الْجمع بِأَن عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة رَوَاهُ عَن بن شهَاب عَن سَالم عَن أَبِيه أَنه قَالَ وَكَانَ بن أم مَكْتُوم إِلَى آخِره قَالَ الْحَافِظ بن حجر فثبتت صِحَة وَصله وَذكر الْخَطِيب فِي كتاب المدرج أَن يُونُس بن يزِيد رَوَاهُ عَن بن شهَاب فَجعله من كَلَام سَالم وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من رِوَايَة الرّبيع بن سُلَيْمَان عَن بن وهب عَن يُونُس وَاللَّيْث جَمِيعًا عَن بن شهَاب وَفِيه قَالَ سَالم وَكَانَ رجلا ضَرِير الْبَصَر وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن أبي خَليفَة والطَّحَاوِي عَن يزِيد بن سُفْيَان كِلَاهُمَا عَن القعْنبِي مُفِيدا أَنه بن شهَاب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق ومعاذ بن الْمثنى وَأَبُو مُسلم الْكَجِّي الثَّلَاثَة عِنْد الدَّارَقُطْنِيّ والخزاعي عِنْد أبي الشَّيْخ وَتَمام عِنْد أبي نعيم وَعُثْمَان الدَّارمِيّ عِنْد الْبَيْهَقِيّ كلهم عَن القعْنبِي لَا يُنَادي حَتَّى يُقَال لَهُ أَصبَحت أَصبَحت قَالَ بن وضاح قَالَ بعض أهل الْعلم لَيْسَ معنى أَصبَحت أَن الصُّبْح قد ظهر وانفجر وَلكنه على معنى التحذير من طلوعه وَقَالَ القَاضِي أَبُو الْوَلِيد الأولى عِنْدِي أَن مَعْنَاهُ أَن الْفجْر قد بدا وَلَو كَانَ على مَا قَالَه بن وضاح لَكَانَ أَذَان بن أم مَكْتُوم فِي بَقِيَّة اللَّيْل وَقبل انفجار الصُّبْح فَإِن قيل إِبَاحَة الْأكل إِلَى أَذَانه على هَذَا يُؤَدِّي إِلَى الْأكل بعد الْفجْر فَالْجَوَاب أَن معنى الحَدِيث كلوا إِلَى الْوَقْت الَّذِي يُؤمر فِيهِ بِالْأَذَانِ وَهُوَ إِذا قيل لَهُ أَصبَحت وَهُوَ أول طُلُوع الْفجْر وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر الأولى قَول من قَالَ معنى أَصبَحت قاربت الصَّباح وَهُوَ الَّذِي اعْتَمدهُ بن حبيب وَابْن عبد الْبر والأصيلي وَجَمَاعَة وَلَا يلْزم وُقُوع أَذَانه قبل الْفجْر لاحْتِمَال أَن يكون قَوْلهم ذَلِك يَقع فِي آخر جُزْء من اللَّيْل قَالَ وَهَذَا وَإِن ان مستبعدا فِي الْعَادة فَلَيْسَ بمستبعد من مُؤذن النَّبِي ﷺ الْمُؤَيد بِالْمَلَائِكَةِ فَلَا يُشَارِكهُ فِيهِ من لم يكن بِهَذِهِ الصّفة وأذانه يَقع فِي أول جُزْء من طُلُوع الْفجْر وَقد روى أَبُو قُرَّة من وَجه آخر عَن بن عمر حَدِيثا فِيهِ وَكَانَ بن أم مَكْتُوم يتوخى الْفجْر فَلَا يخطيه
[١٦٣] عَن بن شهَاب عَن سَالم بن عبد الله عَن عبد الله بن عمر أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ إِذا افْتتح الصَّلَاة رفع يَدَيْهِ حَذْو مَنْكِبَيْه وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع رفعهما كَذَلِك قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا رَوَاهُ يحيى عَن مَالك وَلم يذكر فِيهِ الرّفْع عِنْد الانحطاط إِلَى الرُّكُوع وَتَابعه على ذَلِك جمَاعَة من الروَاة للموطأ عَن مَالك مِنْهُم القعْنبِي وَأَبُو مُصعب وَابْن بكير وَسَعِيد بن الحكم ومعن بن عِيسَى وَالشَّافِعِيّ وَيحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي وَإِسْحَاق الطباع وروح بن عبَادَة وَعبد الله بن نَافِع الزبيدِيّ وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَأَبُو حذافة أَحْمد بن أَحْمد بن إِسْمَاعِيل وَابْن وهب فِي رِوَايَة عَنهُ وَرَوَاهُ بن وهب وَابْن الْقَاسِم وَيحيى بن سعيد الْقطَّان وَابْن أبي أويس وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وجريرة بن أَسمَاء وَإِبْرَاهِيم بن طهما وَعبد الله بن الْمُبَارك وَبشر بن عمر وَعُثْمَان بن عمر وَعبد الله بن يُوسُف وخَالِد بن مخلد ومكي بن إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ وخارجة بن مُصعب وَعبد الْملك بن زِيَاد وَعبد الله بن نَافِع الصايغ وَأَبُو قُرَّة مُوسَى بن طَارق ومطرف بن عبد الله كل هَؤُلَاءِ رَوَوْهُ عَن مَالك فَذكرُوا فِيهِ الرّفْع عِنْد الانحطاط للرُّكُوع قَالُوا فِيهِ أَن رَسُول الله ﷺ كَانَ يرفع يَدَيْهِ إِذا افْتتح الصَّلَاة حَذْو مَنْكِبَيْه وَإِذا ركع وَإِذا رفع رَأسه من الرُّكُوع ذكر الدَّارَقُطْنِيّ الطّرق عَن أَكْثَرهم عَن مَالك كَمَا ذكرنَا وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَلِكَ رَوَاهُ سَائِر من رَوَاهُ من أَصْحَاب بن شهَاب عَنهُ وَقَالَ جمَاعَة إِن إِسْقَاط ذكر الرّفْع عِنْد الانحطاط إِنَّمَا أَتَى من مَالك وَهُوَ الَّذِي رُبمَا وهم فِيهِ لِأَن جماعته حفاظ رووا عَنهُ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا قَالَ بن عبد الْبر وَهَذَا الحَدِيث آخر الْأَحَادِيث الْأَرْبَعَة الَّتِي رَفعهَا سَالم عَن أَبِيه ووقفها نَافِع عَن بن عمر وَالْقَوْل فِيهَا قَول سَالم وَلم يلْتَفت النَّاس فِيهَا إِلَى نَافِع وَالثَّانِي من بَاعَ عبدا وَله مَال جعله نَافِع عَن بن عمر عَن عمر وَالثَّالِث النَّاس كابل مائَة لَا تَجِد فِيهَا رَاحِلَة وَالرَّابِع فِيمَا سقت السَّمَاء والعيون أَو كَانَ بعلا الْعشْرَة وَمَا سقِي بالنضح نصف الْعشْر قَالَ بن عبد الْبر وَرفع الْيَدَيْنِ فِي الْمَوَاضِع الْمَذْكُورَة عِنْد أهل الْعلم تَعْظِيم لله وَعبادَة لَهُ وابتهال إِلَيْهِ واستسلام لَهُ وخضوع فِي الْوُقُوف بَين يَدَيْهِ وَاتِّبَاع لسنة الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ سلم وروى الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد حسن عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ قَالَ يكْتب فِي كل إِشَارَة يشيرها الرجل بِيَدِهِ فِي الصَّلَاة بِكُل أصْبع حَسَنَة أَو دَرَجَة والحذو بِسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة والحذاء بِالْمدِّ الازاء والمقابل وللطبراني من حَدِيث وَائِل بن حجر قَالَ قَالَ لي رَسُول الله ﷺ إِذا صليت فَاجْعَلْ يَديك حذاء أذنيك وَالْمَرْأَة تجْعَل يَديهَا حذاء ثديها وَقَالَ سمع الله لمن حَمده قَالَ الْعلمَاء معنى سمع هُنَا أجَاب وَمَعْنَاهُ أَن من حمد الله تَعَالَى متعرضا لثوابه اسْتَجَابَ الله لَهُ وَأَعْطَاهُ مَا تعرض لَهُ فانا نقُول رَبنَا لَك الْحَمد لتَحْصِيل ذَلِك
1 / 74