[١٤٧] كتاب الصَّلَاة عَن يحيى بن سعيد أَنه قَالَ كَانَ رَسُول الله ﷺ قد أَرَادَ أَن يتَّخذ خشبتين الحَدِيث قَالَ بن عبد الْبر روى قصَّة عبد الله بن زيد هَذِه فِي بَدْء الْأَذَان جمَاعَة من الصَّحَابَة بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة وَمَعَان مُتَقَارِبَة والأسانيد فِي ذَلِك متواترة وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر قد اسْتشْكل اثبات حكم الْأَذَان برؤيا عبد الله بن زيد لِأَن رُؤْيا غير الْأَنْبِيَاء لَا يَنْبَنِي عَلَيْهَا حكم شَرْعِي وَأجِيب بِاحْتِمَال مُقَارنَة الْوَحْي لذَلِك وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق وَأَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل من طَرِيق عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أحد كبار التَّابِعين أَن عمر لما رأى الْأَذَان جَاءَ ليخبر النَّبِي ﷺ فَوجدَ الْوَحْي قد ورد بذلك فَمَا راعه إِلَّا أَذَان بِلَال فَقَالَ لَهُ النَّبِي ﷺ سَبَقَك بذلك الْوَحْي قَالَ الْحَافِظ وَهَذَا أصح مِمَّا حكى الدَّاودِيّ عَن بن إِسْحَاق أَن جِبْرِيل أَتَى النَّبِي ﷺ بِالْأَذَانِ قبل أَن يُخبرهُ عبد الله بن زيد وَعمر بِثمَانِيَة أَيَّام انْتهى وَفِي كتاب الْأَذَان لأبي الشَّيْخ عَن بن عَبَّاس قَالَ الْأَذَان نزل على رَسُول الله ﷺ مَعَ فرض الصَّلَاة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودي للصَّلَاة من يَوْم الْجُمُعَة فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ قَالَ الْحَافِظ مغلطاي أَي مَعَ فرض الْجُمُعَة وَأخرج بن عَبَّاس قَالَ علم النَّبِي ﷺ الْأَذَان حِين أسرِي بِهِ وَأخرج بن شاهين عَن زيد بن الْمُنْذر قَالَ حَدثنِي الْعَلَاء قَالَ قلت لِابْنِ الحنيفة كُنَّا نتحدث أَن الْأَذَان رُؤْيا رَآهَا رجل من الْأَنْصَار فَفَزعَ وَقَالَ عمدتم إِلَى أحسن دينكُمْ فزعمتم أَنه كَانَ رُؤْيا هَذَا وَالله الْبَاطِل وَلَكِن رَسُول الله ﷺ لما عرج بِهِ انْتهى إِلَى مَكَان من السَّمَاء وقف وَبعث الله ملكا مَا رَآهُ أحد فِي السَّمَاء قبل ذَلِك الْيَوْم فَعلمه الْأَذَان
[١٤٨] عَن بن شهَاب عَن عَطاء بن يزِيد ذكر الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن طَاهِر فِي كتاب ذخيرة الْحفاظ أَن الْمُغيرَة بن سكلاب رَوَاهُ عَن مَالك فَزَاد فِي سَنَده سعيد بن الْمسيب مَقْرُونا بعطاء وَقَالَ بن عدي ذكر سعيد فِي هَذَا الْإِسْنَاد غَرِيب لَا أعلم يرويهِ عَن مَالك غير مُغيرَة وَهُوَ ضَعِيف وَفِي التَّمْهِيد رَوَاهُ مُسَدّد عَن يحيى بن سعيد عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن السَّائِب بن يزِيد عَن النَّبِي ﷺ قَالَ بن عبد الْبر وَذَلِكَ خطأ من كل من رَوَاهُ عَن مُسَدّد أَو غَيره وَفِي كتاب أَطْرَاف الْمُوَطَّأ لأبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عِيسَى الدانىء وَرَوَاهُ عَمْرو بن مَرْزُوق عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ وَذَلِكَ وهم إِذا سَمِعْتُمْ النداء قَالَ الرَّافِعِيّ أَي الْأَذَان سمي بِهِ لِأَنَّهُ نِدَاء إِلَى الصَّلَاة وَدُعَاء إِلَيْهَا فَقولُوا مثل مَا يَقُول الْمُؤَذّن قَالَ الْحَافِظ بن حجر ادّعى بن وضاح أَن قَوْله الْمُؤَذّن مدرج وَإِن الحَدِيث انْتهى عِنْد قَوْله مثل مَا يَقُول قَالَ وَتعقب بِأَن الادراج لَا يثبت بِمُجَرَّد الدَّعْوَى وَقد اتّفقت الرِّوَايَات فِي الصَّحِيحَيْنِ والموطأ على إِثْبَاتهَا وَلم يصب صَاحب الْعُمْدَة فِي حذفهَا قَالَ الْحَافِظ مغلطاي وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ فِي الموطآت أَن لفظ عبد الرَّزَّاق عَن مَالك فَقولُوا مثل مَا يَقُول الْمُنَادِي قَالَ الرَّافِعِيّ وَظَاهر قَوْله مثل مَا يَقُول أَنه يَقُول مثل قَوْله فِي جَمِيع الْكَلِمَات لَكِن وَردت أَحَادِيث باستثناء حَيّ على الصَّلَاة وَحي على الْفَلاح وَإنَّهُ يَقُول بدلهما لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَقَالَ بن الْمُنْذر يحْتَمل أَن يكون ذَلِك من الِاخْتِلَاف الْمُبَاح فَيَقُول تَارَة كَذَا وَتارَة كَذَا
1 / 66