ووجه هذا النوع من المبالغة في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ((حبيبتان إلى الرحمن)). فلو قيل حبيبتان إلى الله لكان من البيان الحسن والبلاغة التامة وإنما خص الرحمن من بين الأسماء الحسنى مبالغة لفوائد كثيرة تقدم ذكر بعضها، والله أعلم.
ومنه جمع المؤتلف والمختلف: وهو أن يجمع في كلام قصير أشياء كثيرة مختلفة أو متفقة، كقوله عز وجل: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي}، فقوله صلى الله عليه وسلم : ((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن)) إلى قوله: ((في الميزان)) جمع بين أشياء مختلفة وقوله: ((سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم))، جمع بين أشياء متفقة من تمجيد الرب عز وجل.
ومنه الإيغال ويسميه قوم بالتبليغ: وهو أن يتم الكلام قبل فراغ مقطعه، ثم يؤتى بالمقطع لتمام البيت، أو السجع يفيد معنى زائدا، فقوله صلى الله عليه وسلم : ((سبحان الله))، تم به الكلام، ثم قال: ((العظيم)) أفاد معنى زائدا.
ومنه الوحي، والإشارة، وهو التعبير عن الشيء بأحد توابعه مشيرا إلى معان كثيرة دالا عليها مع الوجازة، كما قيل: البلاغة لمحة دالة.
وقال أبو الفرج قدامة بن جعفر الكاتب عن الإشارة: هي اشتمال اللفظ القليل على المعاني الكثيرة باللمحة الدالة.
Shafi 130