ولهذا قيل: ما دعا الله تعالى أحد باسم من أسمائه تعالى إلا ولنفس الداعي حظ من ذلك الاسم المدعو به يطلبه بدعائه إياه، إلا قول الداعي: يا الله فإنه دليل على الوحدانية الخالصة، ولما كان من جزاء التسبيح الرحمة ذكر في سياق وصفهما اسم الله المناسب لذلك وهو الرحمن.
ولفظ الرحمن بني على فعلان، لأن معناه الكثرة، وذلك لأن رحمته وسعت كل شيء. قاله أبو الحسن بن سيده في ((المحكم))، وقال: قال الزجاج: الرحمن اسم من أسماء الله تعالى مذكور في الكتب الأول، ولم يكونوا يعرفونه من أسماء الله تعالى.
قال أبو الحسن: أراه يعني أصحاب الكتب الأول، ومعناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة، لأن فعلان بناء من أبنية المبالغة. انتهى.
وقيل في معناه: الذي تعم رحمته المؤمن والكافر في الدنيا.
وقال بعضهم الرحمن برحمة واحدة، والرحيم بمائة رحمة، أشار إلى حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله -عز وجل- خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة)). الحديث.
Shafi 122