صلى عليك مرة واحدة هل ذلك لمن كان حاضر القلب ؟ قال : ( لا ، بل لكل مصل غافل ، ويعطيه الله أمثال الجبال ، والملائكة تدعو له وتستغفر له ، وأما إذا كان حاضر القلب وقت الصلاة علي ، فلا يعلم قدر ذلك إلا الله تعالى ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا ) رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرا ) كذا ذكر النووي في الأذكار ، أي وكلما زاد زاده بتلك النسبة ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من صلى علي ألف مرة لم يمت حتى يبشر له بالجنة ) وفي رواية : من صلى علي ألف مرة بشر بالجنة قبل موته . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه بها مائة ، ومن صلى علي مائة صلى الله عليه بها ألفا ، ومن صلى علي ألفا لم تمسه النار ) أي نار جهنم وفي رواية لم يعذبه الله بالنار ، وفي رواية الطبراني قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرا ، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه مائة ، ومن صلى علي مائة كتب الله له براءة من النفاق وبراءة من النار ، وأسكنه يوم القيامة مع الشهداء ) ( وقال صلى الله عليه وسلم : من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة ) أراد النبي صلى الله عليه وسلم بالنسيان الترك عمدا ، فإذا كان التارك يخطىء طريق الجنة كان المصلى عليه سالكا إلى الجنة فقد روي عن أبي هريرة أنه قال : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي الطريق إلى الجنة كذا ذكر السملاوي . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) أي أقربهم مني في القيامة ، وأحقهم بشفاعتي أكثرهم علي صلاة في الدنيا ، لأن كثرة الصلاة عليه تدل على صدق المحبة وكمال الوصلة ، فتكون منازلهم في الآخرة منه بحسب تفاوتهم في ذلك رواه البخاري والترمذي وابن حبان عن ابن مسعود بأسانيد صحيحة . ( وقال صلى الله عليه وسلم : صلاتكم علي محاقة ) أي إذهاب لذنوبكم كما يمحق الماء النار كما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمحى للذنوب من الماء لسواد اللوح ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى علي في كل جمعة أربعين مرة محا الله ذنوبه كلها ) وعن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : كنت واقفا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( من صلى علي في كل جمعة ثمانين مرة غفر الله تعالى له ذنوب ثمانين سنة ) ، قلت : يا رسول الله كيف الصلاة عليك ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( تقول اللهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وتعقد واحدة ) . ذكر ذلك سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني . ( وقال صلى الله عليه وسلم : ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلي علي ، فإذا صلى علي انخرق ذلك الحجاب ورفع الدعاء ) . | وفي لفظ عن علي قال : ما من دعاء إلا بينه وبين الله حجاب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا صلى تخرق الحجاب فاستجيب ، وإن لم يصل عليه لم يستجب الدعاء رواه الحسن بن عرفة . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى علي في يوم مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين منها لآخرته وثلاثين منها لدنياه ) رواه ابن النجار عن جابر . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه وملائكته عشرين مرة ولم يمت حتى يبشر بالجنة ) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : ( من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة فليقل من ذلك أو ليكثر ) رواه الإمام أحمد بإسناد حسن موقوف . وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( جاءني جبريل عليه السلام وقال : يا رسول الله لا يصلي عليك أحد إلا ويصلي عليه سبعون ألفا من الملائكة ) . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي صلت عليه الملائكة ، ومن صلت عليه الملائكة صلى الله عليه ، من صلى الله عليه لم يبق شيء في السموات ولا في الأرض إلا صلى عليه ) . قال بعض الصوفية : كان لي جار مسرف على نفسه لا يعرف يومه من أمسه من تعمقه في السكر ، وكنت أعظه فلم يقبل ، وأمرته بالتوبة فلم يفعل ، فلما مات رأيته في المنام وهو في أرفع مقام وعليه حلة خضراء من حلل الجنة لباس الإعزاز والإكرام فقلت له : بم نلت هذه المرتبة العظيمة ؟ قال : حضرت يوما مجلس الذكر ، فسمعت العالم يقول من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ورفع صوته وجبت له الجنة ، ثم رفع العالم صوته بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ورفعت صوتي ورفع القوم أصواتهم فغفر لنا جميعا في ذلك اليوم فكان نصيبي من المغفرة والرحمة أن جاد علي بهذه النعمة . |
1 ( الباب الخامس في فضيلة الإيمان ) 1
وهو في اللغة تصديق القلب المتضمن للعلم بالمصدق به ، وهو في الشريعة
Shafi 15