: ( بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد ) قالها مرارا ودخل صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو مريض فقال له : ( قل اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبرا على بليتك أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك فإنك ستعطى إحداهن ) ( قال النبي عليه السلام : عودوا المريض ) بضم العين والدال بينهما واو ، أي زوروه ( واتبعوا الجنازة ) بسكون المثناة الفوقية وفتح الموحدة التحتية ( تذكركم الآخرة ) أي أحوالها وأهوالها ، والأمر للندب رواه أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري ( وقال صلى الله عليه وسلم : عائد المريض ) أي الذي تطلب عيادته ( يمشي في مخرفة الجنة ) فالمخرفة بفتح الميم البستان والجمع مخارف ، أي يمشي في التقاط فواكه الجنة ، ومعناه أن العائد فيما يجوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ، أي يجني ثمارها من حيث إن فعله يوجب ذلك ( حتى يرجع ) رواه مسلم عن ثوبان عتيق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي الدرر المنتثرة للسيوطي ثلاث لا يعاد صاحب الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل رواه البيهقي في الشعب وضعفه من حديث أبي هريرة ( وقال عليه الصلاة والسلام : عيادة المريض أول يوم ) أي زمان ( فريضة وما بعدها سنة ) والمراد بالفرض والسنة هنا بحسب المروءة أو الأخلاق الجميلة لا بحسب الشرع كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : عيادة المريض مرة سنة ، فما ازدادت فنافلة ، أي زائدة في السنة ( وقال عليه الصلاة والسلام : لا تجب عيادة المريض إلا بعد ثلاثة أيام ) أي لا تطلب طلبا مؤكدا إلا بعدها أو لا تجب بحسب المروءة والعرف إلا بعدها كما في الإحياء . | وروي أنه قال عليه الصلاة والسلام : ( عيادة المريض بعد ثلاث فواق ناقة ) وفي حديث الديلمي عن ابن عمر عيادة المريض أعظم أجرا من اتباع الجنازة ، أي لأن فيها جبر خاطر المريض وأهله . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من عاد مريضا صالحا خرج معه سبعون ملكا يستغفرون له ، ويخرجون من بيت المريض معه ويدخلون إلى بيته ) وفي الإحياء عنه صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا قعد في مخارف الجنة حتى إذا قام وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى الليل . ( وقال عليه السلام : من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة ) بضم الخاء المعجمة وتفتح والراء ساكنة ، أي فيما يخترف من التمر شبه ما يحوزه العائد من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر . وقيل : المراد بالخرفة هنا الطريق . رواه مسلم عن ثوبان مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم . ( وقال عليه السلام : عائد المريض يخوض ) أي يمشي ( في رحمة الله تعالى فإذا جلس عنده ) أي المريض ( انغمس فيها ) أي تلك الرحمة ، وفي رواية للإمام أحمد والطبراني عائد المريض يخوض في الرحمة ، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ( وقال عليه السلام : عدم عيادة المريض أشد ) أي أكثر ألما ( عليه من مرضه ) وفي حديث صحيح للديلمي عن أبي أمامة الباهلي إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا فإنه حظه من عيادته ، أي فيكره للعائد أكل شيء عند المريض ، فإن أكل عنده فلا ثواب له في العبادة قال المناوي : ويظهر أن مثل الأكل شرب نحو السكر ، فهو محبط لثواب العيادة كذا في السراج المنير ( وقال عليه السلام : العيادة فواق ناقة ) رواه البيهقي عن أنس بن مالك ، أي زمان عيادة المريض قدر فواق ناقة ، وهو ما بين الحلبتين والفواق بضم الفاء وفتحها الزمان الذي بين الحلبتين ، لأن الناقة تحلب ، ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر وتحلب . وفي رواية للديلمي عن جابر أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض ، وهو حديث ضعيف ، أي أفضل زيارة المريض أن يكون قعود العائد عنده فواق ناقة ، لأنه قد يبدو للمريض حاجة ، وهذا في غير متعهده ومن يأنس به كذا في السراج المنير . وقال طاوس : أفضل العيادة أخفها . ( وقال عليه السلام : ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة ) أي عند الملاقاة بعد السلام رواه أحمد والطبراني عن أبي أمامة بإسناد ضعيف ، وهذا تمام الحديث الذي أوله عائد المريض يخوض في الرحمة ، وفي حديث صحيح في رواية الحاكم عن ابن عمرو بن العاص : إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى صلاة ، وفي رواية إلى جنازة ، أي إذا زار مسلما في مرضه فليقل في دعائه له ندبا : اللهم اشف عبدك إلى آخره . قوله : ينكأ بفتح المثناة التحتية وسكون النون وفتح الكاف وبالهمزة وتركه ، أي يجرح ويؤلم من النكاية بكسر النون ، وهي القتل والإثخان وقوله عدوا ، أي من الكفار أما إذا عاد كافرا فلا يمكن الدعاء له بذلك ، وإن جازت عيادته . |
1 ( الباب السابع والثلاثون في فضيلة ذكر الموت ) 1
قال الغزالي : الناس إما منهمك أو تائب ، وإما مبتدىء أو عارف ، أما
Shafi 69