وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة ، فإن أكربه الحر فلا بأس بنزعها قبل الصلاة وبعدها ، ولكن لا ينزع في وقت السعي من المنزل إلى الجمعة ولا في وقت الصلاة ، ولا عند صعود الإمام المنبر ، ولا في خطبته كذا في الإحياء ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : العمائم تيجان العرب ) أي هي لهم بمنزلة التيجان للملوك ، لأنهم أكثر ما يكونون بالبوادي رؤوسهم مكشوفة والعمائم فيهم قليل ( فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم ) رواه الديلمي عن ابن عباس وإسناده ضعيف . قال المناوي لفظ رواية الديلمي وضع الله عزهم كذا في السراج المنير ( وقال صلى الله عليه وسلم : تعمموا فإن الملائكة تعممت . وقال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى وملائكته يصلون ) أي يعظمون ( على أصحاب العمائم ) أي الذين يلبسونها ( يوم الجمعة ) فيتأكد لبسها في ذلك اليوم ، ويندب للإمام أن يزيد في حسن الهيئة رواه الطبراني عن أبي الدرداء وهو حديث ضعيف كذا قاله العزيزي . ( وقال صلى الله عليه وسلم : فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس ) أي لبس العمامة على القلنسوة ، وهي ما يلف عليه العمامة ، فالمسلمون يلبسون القلنسوة وفوقها العمامة ، ولبس القلنسوة ، وحدها زي المشركين فلبس العمامة سنة رواه أبو داود والترمذي عن ركانة بضم الراء ، وتخفيف الكاف ابن عبد يزيد ( وقال صلى الله عليه وسلم : صلت الملائكة على المتعممين ) أي دعت لهم بالبركة واستغفرت لهم ( يوم الجمعة وقال صلى الله عليه وسلم : ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة ) رواه الديلمي عن جابر قال المناوي : لأن الصلاة حضرة الملك والدخول إلى حضرة الملك بغير تجمل خلاف الأدب . ( وقال صلى الله عليه وسلم : تعمموا فإن الشياطين لا تتعمم وقال صلى الله عليه وسلم : العمائم سيما الملائكة ) بالقصر أي علامات لهم يوم بدر ( فأرسلوها خلف ظهوركم ) قالت عائشة : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسخا قط ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( الله يبغض الوسخ والشعث وكان صلى الله عليه وسلم يحب لبس القميص ، وكان يطلق إزاره ، ويحب لبس الحبرة ) . بكسر الحاء وفتح الباء ثوب يماني من قطن مخطط ، وكان حماد يلبس قلنسوة بيضاء ، ويدير العمامة ويغرزها من ورائه ، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه ، وأقل ما ورد في قدر العذبة أربع أصابع ، وأكثر ما ورد ذراع وبينهما شبر كذا في تنبيه الأخيار لابن حجر الهيتمي ( وقال صلى الله عليه وسلم : تسوموا ) أي اجعلوا لكم علامة بلبس اللباس ( فإن الملائكة قد تسومت ) قال ابن حجر في تنبيه الأخيار . وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بلبس أجود ما نجد ، وأن نتطيب بأجود ما نجد ، وأن نلبس البياض . نعم في يوم العيد يقدم الأحسن غير الأبيض على الأبيض ، غير الأحسن فيسن في يوم العيد تقديم الأخضر على الأبيض ، لكن لا خصوصية للأخضر ، بل كل ذي لون كذلك ، فإن الخضرة أفضل الألوان بعد الأبيض ، وكان صلى الله عليه وسلم لا يفارق الطيلسان ، وكان طول طيلسانه ستة أذرع ، وعرضه ثلاثة أذرع انتهى . واستعمله الصوفية . ( وقال صلى الله عليه وسلم نهى ) بالبناء للمفعول وما بعده نائب الفاعل ( عن الاقتعاط ) بالقاف ثم العين المهملة ، أي التعمم من غير إدارة تحت الحنك وهو ما تحت الذقن ( وأمر بالتلحي ) بتشديد الحاء المهملة بعد اللام ، أي تطويق العمامة تحت الحنك . قال سيدي الشيخ عبد القادر والمندوب على قسمين : أحدهما في حق الله تعالى ، وهو الرداء إذا كان في جماعة ، ومجمع الناس فلا يعري منكبيه من شيء من الثياب الجميلة كالأعياد والجمع وغير ذلك ، الثاني في حق المخلوقين وهو ما يتجملون به بينهم من أنواع الثياب المباحة ، ولا يزدري بصاحبه ، ولا ينقص مروءته بينهم ويكره الاقتعاط ، وهو التعمم بغير الحنك ، ويستحب التلحي وهو إذا كان بالحنك انتهى ، وهذا لا يعمله إلا بعض الصوفية . |
Shafi 28