ورواه أبو يعلى وابن حبان في صحيحة إلا أنهما قالا:
«فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأنا منه بريء وهو مني بريء».
رواه الإمام أحمد أيضا بنحو هذا اللفظ من حديث النعمان بن بشير.
تنبيه:
قد/ يقول من اعتاد الدخول على الملوك الظلمة والقضاة الخونة: إنما قصدي بذلك نصر مظلوم أو مساعدة ضعيف أو دفع ظلمة أو التسبب في معروف ونحو ذلك.
وهذا لا يخلو إما أن يكون ممن يتناول من مآكلهم ومشاربهم ويشاركهم في مقاصدهم ومآربهم، ويقبل من أموالهم التي اكتسبوها من الجهات المحرمات ووجوه المظالم والمكوس والمصادرات ويداهنهم فيما يراه عندهم من المنكرات، فهذا لا يحتاج النظر في سوء حاله إلى دليل، إذ يشهد كل ذي بصيرة أنه ضال عن سواء السبيل، وأنه من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويزعمون أنهم مصلحون ألا إنهم هم المفسود ولكن لا يشعرون.
ليت شعري كيف يمكن من يأكل من أموالهم أن ينكر قبيح أفعالهم، وأني يرجع الظالم منهم إليه وهو يرى منته في الصحبة وللقمة عليه، وكيف يقبل منه الكلام وباطنه قد امتلأ من ماله من الحرام.
واختصار الكلام في مثل هذا أليق والسلام.
وإن كان ممن يعف عن مآكلهم ومشاربهم ولا يقبل منهم إدرارًا ولا صلة وينكره عليهم ما قد يراه عندهم من المنكر فهذا في محل الاشتباه، والحالة ميزان