353

قيل : الأنبياء عليهم السلام ، وقيل : خيار المؤمنين ، وقيل : أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - ، وقيل : مفرد ، والمراد به جنس المؤمنين ، فعلى الأقوال الثلاثة الأولى جمع(¬1)، وعلى القول الرابع هو مفرد لفظا ، ومعناه : الجمع .

وقوله : (( أيضا )) هو مصدر ءاض يئيض [أيضا](¬2)، إذا رجع ، ومعنى قوله : (( أيضا )) رجوعا .

وقوله : (( يقتفيه )) ، أي يتبعه ، لأن الاقتفاء معناه الاتباع . والضمير في قوله : (( يقتفيه )) يعود على المذكور ، تقديره : وصالح المؤمنين يتبع المذكور في الحكم المذكور .

ومعنى قولنا : يتبع المذكور في الحكم المذكور ، أي يتبع المذكور الذي هو { بالغوه } و{ بالغيه } في الحكم المذكور الذي هو الحذف .

وقوله : (( وما حذفت منه النون )) إلى آخره ، في هذا الكلام تنبيهان :

الأول : أن يقال ما الموجب لحذف هذه النون المحذوفة من هذا الجمع ؟

الثاني : ما عدد ألفاظ هذا الجمع في القرآن ؟

أما الموجب لحذف النون من هذا الجمع ، فهو : الإضافة ، لأن نون الجمع لا تثبت مع الإضافة ، [ لأن نون الجمع عوض من التنوين فكما لا يثبت التنوين مع الإضافة فكذلك نون الجمع - أيضا - لا تثبت مع الإضافة ](¬3)، لأن العوض كالمعوض منه في الحكم .

Shafi 418