311

وقوله : (( رسالة العقود )) ، أي : أثبت أبو داود - أيضا - الألف الأولى من رسالة العقود ، وهو قوله تعالى : { فما بلغت رسالته? }(¬1)ونصه في التنزيل(¬2): " وكتبوا : { فما بلغت رسالته? } بألف قبل اللام وبغير ألف بعدها واجتمعت على ذلك المصاحف فلم تختلف " .

وقوله : (( رسالة )) يعني بنصب التاء مع إفراد هذا اللفظ ، إنما أتى به الناظم على جهة الإفراد مع أن نافعا يقرؤه بالجمع ، ليتزن له النظم ، ولأجل ذلك أتى به على جهة الإفراد ، وفيه في السبع قراءتان مشهورتان(¬3): قراءة القراء كلهم بالإفراد إلا نافعا وابن عامر [ فإنهما](¬4)قرءاه بالجمع .

وقوله : (( رسالة العقود )) قيده بالسورة احترازا من غيره ، كقوله تعالى في سورة الأنعام : { الله أعلم حيث يجعل رسالته? }(¬5)، وقوله تعالى في سورة الأعراف : { ?بلغكم رسالت ربي }(¬6).

وقوله : (( قل ورسيت )) هذا ابتداء كلام ، وخبره فيما بعده ، وهو من باب التضمين . ومعنى التضمين : أن يكون معنى بيت في بيت آخر بعده ،لأن معنى قوله : (( قل ورسيت )) في أول البيت الذي بعده ، وهو قوله : ((رجح ثبته وبسقت)) .

وقوله : (( قل )) هذه اللفظة كثيرا ما يأتي الناظم بها في هذا الرجز ، وليس لها معنى إلا تهيأ للنظم .

Shafi 375