Tanbih Catshan
تنبيه العطشان على مورد الظمآن في الرسم القرآني
Nau'ikan
وقيل : سميت بأم القرآن مأخوذ من أم الشيء الذي هو أصله ، ومنه تسمية الوالدة بالأم ، لأنها أصل الولد ، فسميت هذه السورة بأم القرآن على هذا ، لأنها أصل العلوم ومنها توالد العلم ، ولأجل هذا قال علي بن أبي طالب : " لو أردت أن أوقر(¬8) سبعين جملا على تفسير فاتحة الكتاب لفعلت " .
وقيل : سميت بأم القرآن مأخوذ من الأم الذي هو المصير ، ومنه قوله تعالى في جزاء الكفرين : { فأمه?هاويه }(¬1)، أي فمصيره هاوية ، فسميت فاتحة الكتاب بأم القرآن على هذا ، لأن جميع معاني الكتب المنزلة ترجع إليها(¬2).
وقد ورد في بعض الأخبار(¬3): أن جميع ما أودع الله تعالى في الكتب المنزلة أودعه في الكتب الأربعة : التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والفرقان ، وكل ما أودعه الله في الكتب الأربعة أودعه في القرءان ، وكل ما أودعه الله - تعالى - في الفرقان أودعه في فاتحة الكتاب .
وقيل : سميت بأم القرآن مأخوذ من الأم الذي هو معظم الشيء ، ومنه قوله تعالى : { منه ءايات محكمات هن ?م الكتاب }(¬4)، أي معظم الكتاب ، سميت بذلك لعظمة ثوابها .
والدليل على ذلك ، قوله - عليه السلام - : (( من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ))(¬5).
وقال : (( من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما قرأ ثلثي القرآن ))(¬6).
وقال : (( ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثل فاتحة الكتاب ))(¬7).
Shafi 302