212

وقوله : (( من )) بيان لجنس ما وقعت عليه (( ما )) ، لأن الجنس الذي وقعت عليه (( ما )) مجهول ، فبينه بقوله : (( من اتفاق أو خلاف )) ، لأن (( من )) هاهنا لبيان الجنس ، كقوله تعالى : { فاجتنبوا الرجس من الاوثان }(¬1).

وقوله : (( أو )) بمعنى الواو ، أي من اتفاق وخلاف(¬2)، كقوله تعالى : { ولا تطع منهم ءاثما أو كفورا }(¬3).

وقوله : (( أثروا )) ، أي نقلوه عن المصاحف ، يقال : أثرت الحديث ، آثره أثرا ، إذا نقلته عن غيرك ، ويقال : الحديث المأثور ، معناه المنقول عن السلف إلى الخلف

وقوله : (( وكل ما قد ذكروه أذكر )) البيت ، اعترض هذا البيت : بأنه لم يذكر من الحجج والتوجيهات التي ذكرها الشيوخ في كتبهم إلا قليلا ، [كقوله](¬4): (( إذ سلبوه الياء )) ، وقوله : (( إذ كان أيضا واوه مفقودا ))(¬5)، وقوله : (( لما سلبا من صورة الهمز به إذ كتبا )) ، وقوله : (( بكسرة من قبلها اكتفاء ))(¬6)، وقوله : (( على وفاق اللفظ إذا تألفت ))(¬7).

أجيب عن هذا الاعتراض بأن قيل : قوله : (( وكل ما قد ذكروه أذكر )) يريد من الأحكام لا من التعليلات .

Shafi 274