204

وقوله : (( بذكر ما جاء أولا )) ، أي بذكر اللفظ الذي جاء من أحرفه ، أي من ألفاظه في أول القرآن ، فيؤخذ من هذا : أن كل ترجمة تحتوي على ما فيها ، وعلى ما بعدها ، ولا تحتوي على ما قبلها . وهذه قاعدة من قواعد هذا الكتاب(¬1).

الإعراب : قوله : (( وفي الذي [كرر](¬2)) جار ومجرور متعلق ب (( أكتفي )) ، قوله : (( منه )) متعلق بقوله : (( كرر)) ، وقوله : (( بذكر )) متعلق ب (( أكتفي )) ، وقوله : (( ما )) مضاف إليه ، وهي موصولة بمعنى الذي ، قوله : (( جاء )) فعل [ماض](¬3)وسقطت همزته للوزن ، وقوله : (( أولا )) إما ظرف مكان وإما حال(¬4)، [ تقديره على ظرف مكان : بذكر ما جاء في أول تلك الكلمة ، وتقديره على الحال : بذكر ما جاء سابقا من أشخاص تلك .

واعلم أن هذا اللفظ الذي هو (( أول )) له ثلاثة معان : ظرف زمان ، وظرف مكان واسم غير ظرف ، وهو من الأسماء اللازمة للإضافة ، فإذا قطع عن الإضافة فله ثلاثة استعمالات : إما أن ينوى معناه دون لفظه فيبنى على الضمير ، أو ينوى لفظه ومعناه معا ، فيعرب إعراب المضاف من غير تنوين ، وإما لا ينوى لا لفظه ولا معناه ، فيعرب وينوى كما فعل الناظم هاهنا ، وهذه الأوجه الثلاثة ذكرها أبو علي(¬5)في قوله : " بهم بدأت به من أول " ، وقوله : (( من أحرف )) متعلق بحال محذوفة من الضمير المستتر في (( جاء )) ، أي ما جاء كائنا من أحرف ، هذا على إعراب (( أولا )) بالظرف وأما إذا جعلنا (( أولا )) اسما غير ظرف ، يكون قوله : (( من أحرف )) حال من الضمير المستتر في (( أولا )) ، تقديره : سابقا كائنا من أحرف ](¬6).

Shafi 266