وفيأته من حدائقها روض سؤدد، ما أينع زهره وأورف ظلاله، وأورثته معالي آبائه الأكابر فحازها
بالفرض، لا عن كلالة ...
ملك تفرع من دوحة الحسنين غصن محتده الطاهر الزكي، ونفح من شذا الريحانتين مسك ثنائه
العطر الذكي، قد أحله الله - تعالى - محل الشمس والقمر، وأطاع له الماضيين: السيف والقدر،
وعقد له في الخافقين ألوية العز وبنود الظفر، وتشرفت به وباسمه هامات المنابر، وأسرة الملك،
ودارت الأملاك بمراده، وجرت به في بحر السعادة الفلك، وارتعدت من هيبته فرائص الصوارم،
واضطربت صدور الرماح، واستقادت لأمره الأيام والليالي، وغدت خافضة الجناح، وأصبح إنسانا
لعين الدهر ولأزمته مالك، وتحلت بدر مفاخر لبات الدول وترائب الممالك، وأضاءت به مسالك
المعالي، بعد أن كانت مظلمة حوالك، وأصحت به شموس المكارم في الآفاق مشرقة، وحدائق المحامد
مورقة، وسحائبها مغدقة. حامي حمى بيت الله الحرام، ومهبط وحيه ومنشأ نبيه، ومرباه، وحارس
Shafi 8