30

وكيف التذاذي بالأصائل والضحى...إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا ومن محاسنها في صفة الممدوح قوله:

تهاب سيوف الهند وهي حدائد...فكيف إذا كانت نزارية عربا

ومن محاسنها قوله:

وأنك رعت الدهر فيها وريبة...فإن شك فليحدث بساحتها خطبا

والضمير: (فيها) يعود للأرض، وأن لم يتقدم لها ذكر. وعود الضمير على غير مذكور جائز، إذا

كان معلوما، كما يقال: ما عليها أكرم من فلان، وكقوله - تعالى -: (حتى توارت بالحجاب)، يعني:

الشمس، وقوله - تعالى -: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) يعني: القرآن.

تنبيه:

ومما ينبغي التنبيه له - هاهنا -؛ لوقوعه في شعره، وفي شعر غيره كثيرا، وعلى الألسنة، سب

الدهر الناس، وجوازه محمول على أن الدهر اسم للزمان - فقط -.

وأما من قال: أنه اسم الله - تعالى - أيضا، وحمل الأحاديث الواردة فيه على ظاهرها من غير

تأويل لها، فسب الدهر عنده مذموم محذور، فيه تهور وربما يفضي إلى الكفر.

والأحاديث الواردة فيه، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر).

Shafi 30