230

Shiri don Tarihin Falsafar Musulunci

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

Nau'ikan

ويبدو لي أن البحث في أمور العقائد كان يسمى كلاما قبل تدوين هذا العلم، وكان يسمى أهل هذا البحث متكلمين؛ فلما دونت الدواوين وألفت الكتب في هذه المسائل، أطلق على هذا العلم المدون ما كان لقبا لهذه الأبحاث قبل تدوينها وعلما على المعترضين لها.

وإنما سمي البحث في الشئون الاعتقادية كلاما وسمي أهله متكلمين لأحد وجهين:

أولهما: يؤخذ مما رواه جلال الدين السيوطي (المتوفى سنة 914ه/1505م) في كتاب «صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام»، وهو مخطوط بدار الكتب الأزهرية. «وأخرج عن مالك - رضي الله عنه (المتوفى سنة 179ه /795م) - قال: إياكم والبدع. قيل: يا أبا عبد الله، وما البدع؟ قال: أهل البدع الذين يتكلمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته، ولا يسكتون عما سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان.»

ويؤيد ذلك ما نقل السيوطي في كتابه هذا عن كتاب «ذم الكلام وأهله» لشيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري الهروي (المتوفى سنة 481ه): وأخرج عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : «من تكلم في الدين برأيه فقد اتهمه.»

وأخرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهارا، وذلك عند كلامهم في ربهم.»

وأخرج محمد بن الخليفة قال: «لا تهلك هذه الأمة حتى تتكلم في ربها.»

وأخرج عن علي بن أبي طالب قال: «يخرج في آخر الزمان أقوام يتكلمون بكلام لا يعرفه أهل الإسلام ويدعون الناس إلى كلامهم، فمن لقيهم فليقاتلهم؛ فإن قتلهم أجر عند الله.»

وأخرج عن ابن عمر قال: «إن القدرية حملوا ضعف رأيهم على مقدرة الله، وقالوا: لم؟ ولا ينبغي أن يقال لله: لم؛ لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.»

Shafi da ba'a sani ba