304

============================================================

الشهي شح معالمر العدل والنوحيل و أما ثانيا فلا نسلم أنها واردة على سبيل المجاز؛ لأن الموت الذي نفي عنهم أنهم يتمنونه هو الموت الذي يؤديهم إلى العذاب الدائم، وهم لا يتمنونه أبدا، فهي مستعملة في حقيقتها في نفي التأبيد، والموت الذي يتمنونه في الآخرة هو الموت الذي يخلصون به من العذاب، فكان أحدهما غير الآخر، وكانت "لن" باقية على أصل وضعها في نفي التأبيد.

فهذه المسالك الخمسة هي العمدة في نفي الرؤية، ثم إن للمعتزلة طرقا غير هذه، ونحن نوردها واحدا واحدا، ونبين فسادها وضعفها.

القول في المسالك الفاسدة وهي أربعة: الأول طريق الأجناس وهو أن المرئيات في الشاهد أجناس مخصوصة، وهي الجواهر والألوان والأجسام، فلا يخرج من هذه الأجناس ما هو منها ولا يدخل فيها ما ليس منها فلا يصح أن يرى إلا ما كان من جنسها كما أن المسموعات في الشاهد لما كان حسا مخصوصا وهي الأصوات فكما لا يجوز أن يسمع ما ليس بصوت فكذلك لا يجوز أن يرى ما ليس من هذه الأجناس وهذا باطل لوجوه أما أولا فيما ذكروه هو مجرد دعوى فمجرد المطالبة بصحة كاف في سقوطه.

وأما ثانيا فهو أن الأمور التي يستحيل رؤيتها أجناس مخصوصة في الشاهد، فإن لزم من صحة كونه تعالى مرئيا أن يكون من جنس ما يرى في الشاهد لزم من استحالة كونه تعالى مرئيا أن يكون من جنس ما لا يرى في الشاهد من غير فرق.

وأما ثالثا فهو أنا نرى الجسم والسواد والبياض، ولا يلزم من رؤيتنا لها أن يكون كل وا حد منها مثلا للآخر، فلم لا يجوز أن يكون الله تعالى مرئيا ولا يكون مثلا هذه المرثيات، وبالجملة فما ذكروه تعويل على مجرد الوجود، فكان خطأ فاسدا.

Shafi 304