============================================================
السهيد شرح معالم العدل والنوحيل فأما الأدلة النقلية فهي نوعان: منها ما يدل على أن الله تعالى لا يريد المعاصي. ومنها ما يدل على أنه تعالى لا يريد إلا الطاعات.
أما الأول فيدل عليه خمس آيات: الأولى قوله تعالى: (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا)(1) ثم قال: (كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عنذكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون). وهذه الآية تدل على فساد مذهبهم من وجوه: أما الأول فإن الله تعالى حكى صريح مذهبهم عنهم، ثم رد عليهم بقوله: (كذلك كذب الذين من قبلهم).
وأما ثانيا فقوله تعالى: (حتى ذاقوا بأسنا) والبأس هو العذاب، وهو لا يستحق إلا على الباطل.
وأما ثالثا فقوله تعالى: (هل عندكم من علم فتخرجوه لنا). ومثل هذا لا يقال إلا للمبطل.
وأما رابعا فقوله: ( إن تتبعون إلا الظن). وهذا يدل على جهلهم فيما قالوه.
ل و أما خامسا فقوله تعالى: (وإن أنتم إلا تخرصون) أي تكذبون، والخرص هو الكذب؛ لقوله تعالى: (قتل الخراصون) (2). أي الكذابون.
ا- سورة الأنعام: آية 148.
2- سورة الذاريات: آية 10.
Shafi 238