185

============================================================

السهيد شح معالمر العدل والنوحيل المسألة الأولى في ماهية الإدراك اعلم أن كون الواحد منا مدركا أمر لا شبهة فيه؛ لأن الواحد منا يجد ذلك من نفسه باضطرار، ويفرق بينه وبين سائر أحواله من كونه ظانا ومعتقدا ومشتهيا ونافرا وناظرا بفرقة ضرورية، وكذلك سائر أوصافه من كونه حيا وقادرا ومريدا، والذي يحتاج إلى الدلالة هو تميزه عن العلم. والمعتمد فيه أمران: أحدهما أن الواحد منا يعلم ما لا يدركه كالعلم بالأمور الغائبة والعلم بالأمور المعدومة، ويدرك ما لا يعلمه كالفرضية، وقد يدرك أصوات الناس بحضرته حتى تكون سببا لانتباهه مع أنه لا يعلمها، ولا مغايرة أعظم من ثبوت أحدهما مع عدم الآخر.

ال وثانيهما أنا نقول: لو لم يكن الإدراك مخالفا للعلم لما افترق الحال بين كوننا رائين للشيء ال وبين كوننا عالمين به بعد غيبته عنا، ولما افترق الحال بين أن يكون الألم في أبعاضنا وبين أن يكون في غيرها مع أنا نعلمه؛ لأنا في الحالين قد علمناه، فلما كانت التفرقة معلومة بالضرورة وجب أن يكون الإدراك مغايرا للعلم.

لا يقال: لم لا يجوز أن تكون التفرقة عائدة إلى أن عند فتح جفن العين يعرف من تفاصيل المدرك ما لا نعرفه إذا غاب عنا، فإذا أمكن رجوع التفرقة إلى هذا بطل القول بكونه مدركا؛ لأنا نقول: هذا باطل؛ لأنا قد تشاهد الشيء الصغير مشاهدة بينة ونعرف تفاصيله فإذا أطبقنا أعيننا وجدنا تفرقة بين الحالتين، مع أنا نعرف الآن منه ما عرفناه حال النظر لقرب الزمانين.

ولا يقال أيضا: لم لا يجوز أن تكون التفرقة بين الحالتين عائدة إلى تأثير المرئي في الحاسة كما أن عند الصوت الشديد نحس بالصدمة داخل الأذن إحساسا شديدا ونحس بالمطعوم

Shafi 185