============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيد وأما ثانيا فهو أن الموصوف بالصحة إنما هو الوجود، والوجود غير ثابت في العدم، لا يقال: الصحة وإن كانت للوجود إلا أنه لا بد من استنادها إلى الذات الثابتة في العدم. لأنا نقول: إذا كان الموصوف بالصحة هو الوجود مع أن الوجود غير ثابت في العدم فقد بطل قولكم إن الموصوف بالصحة يجب أن يكون ثابتا.
وسادسها أن المعلوم بالضرورة أن المعدوم متميز عن الموجود تميزا حقيقيا لا تميزا فرديا، والمتميز عن الغير لا بد وأن يكون له تعين في نفسه حتى يصح أن يكون متميزا عن ذلك الغير، وذلك يقتضيي كون المعدوم ثابتا.
وجوابه أن المعدوم كما هو متميز عن الموجود فالعدم أيضا متميز عن الوجود، فيلزم أن يكون العدم وصفا ثابتا، وهذا محال؛ لأن العدم نفي محض، وأيضا فالمركب متميز عن المفرد، والمركب لا يلزم أن يكون ثابتا على حد تركيبه، فكذلك المعدوم لا يلزم من تميزه عن الموجود أن يكون ثابتا.
وسابعها أن التحيز صفة تقتضيها صفة الذات الحاصلة في العدم فلا بد من إثبات الذات الحاصلة بالصفة الذاتية في العدم. وإنما قلنا ذلك لأن تحيز الجوهر متجدد عند وجوده، فإما أن يتحيز لذاته أو لصفة ذاته أو لوجوده أو لحدوثه أو لوجود معنى أو لعدم معنى أو للفاعل، والأقسام كلها باطلة إلا قولنا المقتضى له هو الجوهرية بشرط الوجود.
قالوا: وإنما لم نجز أن يكون تحيزه لوجوده أو لحدوثه؛ لأنه يلزم أن يكون كل موجود أو حادث متحيز، وإنما لم نجز أن يكون لوجود معنى؛ لأن ذلك المعنى لا يكون مختصا به إلا إذا كان متحيزا، فلو وقف تحيزه على وجود ذلك المعنى فيه لزم الدور، وهو محال. وإنما لم نجز أن يكون لعدم معنى؛ لأن العدم لا اختصاص له بشيء دون شيء. وإنما لم نجز أن يكون بالفاعل؛ لأنه لو كان كذلك لتأتى من الفاعل أن يجعل الذات الواحدة حركة سوادا
Shafi 163