135

============================================================

الهيد شح معالم العدل والنوحيد وذهب الجويني(1) إلى أن الايجاد كما هو حاصل بقدرة الله تعالى فهو أيضا بقدرة العبد عند الاختيار، ولا معنى للكسب عنده. صرح بذلك في كتابه المعروف "بالنظامي"، وهو مذهب الإشفرايني2) منهم.

فهذه خلاصة مذهبهم في الكسب، وقد ذكرنا فيما سلف أقوى الأدلة وأقوى الأسئلة عليها، فأما الكلام عليهم في الكسب فإن صح أنه جهة للتأثير فهو عندهم واجب الحصول، وإن لم يكن جهة للتأثير فهو باطل، ومن أحاط بما ذكرناه هان عليه على القرب افساده، وما وراء ذلك فهو تطويلات خارجة عن المقصود.

الفصل الرابع في أن الداعي هل هو شرط في وجود الفعل أم لا ذهب الشيخان أبو الحسين ومحمود الملاحمي إلى أن الداعي شرط في وجود الفعل وأن وقوعه من دون اعتباره محال، وهو قول متأخري الأشعرية. وذهب جمهور المعتزلة من أ صحاب أبي هاشم إلى أن الداعي ليس شرطا في وقوع الفعل ولا في صحته، والمختار هو الأول، ويدل عليه مسالك: ا- عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، أبو المعالي النيابوري الشافعي الأشعري، ركن الدين، الملقب بامام الحرمين (478ه(: فقيه أصولي متكلم مفر أديب، أعلم المتأخرين من أصحاب الشافعي، ولد في جوين من تواحي نيسابور ورحل إلى بغداد فمكة حيث جاور أربع سنين. الزركلي: الأعلام 160/4، كحالة: معجم المؤلفين 184/2 2عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الإسفراييني الشافعي، أبو منصور (429 ه(: فقيه أصولي متكلم أديب عالم متفنن، من أئمة الأصول، كان صدر الإسلام في عصره، ولد ونشأ في بغداد، ورحل إلى خراسان فاستقر في نيسابور. وفارقها على إثر فتنة التركمان وهو صاحب كتاب "أصول الدين" و"الفرق بين الفرق". الزركلي: الاعلام 48/4، كحالة: معجم المؤلفين 309/5.

Shafi 135