112

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأما ثانيا فحال الإنسان الكلي إما أن يكون خارجا عن أشخاص الناس المرئية المحسوسة أو يكون هو أشخاصهم المرئية، فإن كان خارجا عن أشخاص الناس المرئية المحسوسة لم يكن نزول عيسى لخلاص الناس كما زعموا؛ لأنه قد اتحد بغير الناس، وإن كان هو أشخاصهم المرئية وجب في كل شخص من أشخاص الناس أن يكون مسيحا، ل ويبطل أن يكون المسيح هو المولود من مريم؛ لأن اتحاد الكلمة لم يكن بذلك الشخص و حده بل بأشخاص جميع الناس.

ال وأما قول اليعقوبية: إنهما امتزجا ثم اتحدا حتى صار منهما شيء ثالث كما يحصل الجمر عن الفحم والنار. فهو باطل أيضا لوجهين: أما أولا فإنهم إذا قالوا: المسيح جوهر من جوهرين أقنوم من أقنومين أحدهما جوهر الاله القديم والآخر جوهر الانسان للحدث اتحدا وصارا جوهرا واحدا.

فيقال لهم: ليس يخلو حال الجوهرين بعد الاتحاد إما أن يكونا قد بقيا على ما كانا عليه قبل الاتحاد أو بطلا، فإن كانا باقيين فليس هذا من مذهبهم، وإنما هو قول النسطورية، وقد أ بوه وإن كانا باطلين وجب خروج عيسى أن يكون إلها وإنسانا، إذ كل واحد منهما قد بطل، وهذا يوجب خروجه عن الناسوت واللاهوت.

وأما ثانيا فلأن الامتزاج لا يعقل إلا في الأجسام، والكلمة عندهم ليست من الأجسام، فلا يعقل فيها الامتزاج وأما قول النسطورية على اختلاف فرقهم: إن الاتحاد هو أن الكلمة اتخذته هيكلا وأدرعته أدرعا. وقول بعضهم: إن الاتحاد ظهور آثار الكلمة على عيسى. وقول بعضهم: إنها أثرت فيه كما يؤثر نقش الفص في الشمع والصورة في المرآة المجلوة.

Shafi 112