============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والتوحيل وقاعدة مذهبهم تقتضي آن يكون النقل عنهم مختلفا فإنهم لا يخاطبون الخلق بمسلك واحد بل غرضهم استدراج كل واحد عن دينه بما يوافق رأيه بعد أن يظفروا منهم بالانقياد لهم والإصغاء إلى كلامهم، وهذا نراهم يذكرون في توحيدهم أشياء مما يذهب إليه أهل الملل الكفرية كالثنوية والمجوس والفلاسفة والنصارى ليأنس به عوام تلك الملة فيوافقونهم عليى أغراضهم، وليس غرضهم بذكره تدينا به واعتقادا له وإنما غرضهم خديعة الضعفاء، فيذكرون في مذاهبهم العقل والهيولي والصورة رمزا منهم إلى مذهب الفلاسفة ليتمكنوا من دعوتهم، ويذكرون أن الخالق الأول خلق العقل والنفس واتحد بهما فكمل بهما وغرضهم بذلك استدعاء فرق النصارى وايناسهم لعوامهم، وقالوا أيضا بالفكرة الردية وحدوث الشرير تأنيسا للمجوس؛ لأن هذه مقالتهم . ومرادهم بذلك الخدع والتغرير وحل عرى الاسلام عروة عروةه نعم قد اتفق نقلة المقالات عنهم من غير تردد أنهم يقولون باهين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان وأنهما خالقان ومدبران وربان للعباد وأحدهما أعلى رتبة من الآخر إلا أن أحدهما علة لوجود الآخر واسم العلة السابق واسم المعلول التالي وأن السابق خلق العالم بواسطة التالي. وقالوا أيضا مع ذلك: إنهما مخلوقان محتاجان إلى غيرهما والذي خلقهما ليس له اسم ولا صفة ولا يجوز أن يذكر ولا يقصد إليه بعبادة وجميع الصفات لا تليق به وإنما تليق بالإلهين اللذين حصلا عنه.
ال وزعموا أن السابق هو التام بالفعل والتالي ناقص بالإضافة إليه؛ لأنه معلوله ثم قالوا: العالم قديم أي ليس وجوده مسبوقا بعدم بل حدث من السابق بواسطة التالي وهو أول مخلوق.
إلى هذيان وخرافات أفحش مما نقلناه في التوحيد وفي سائر قواعد الشريعة والنبوة، ولسنا نرد عليهم هاهنا إلا ما يذهبون إليه في التوحيد دون غيره، والكلام عليهم متعلق بأمور ثلاثة:
Shafi 100