كلّ طاقاته، فحصل له خير كثير، وجمع فنونًا عديدةً، برع فيها كلها وقد وصفه صاحب الشقائق النعمانية وصفًا رائعًا حين قال: "كان رحمه الله تعالى من العلماء الذين صرفوا جميع أوقاتهم إلى العلم، وكان يشتغل به ليلًا ونهارًا، ويكتب جميع ما لاح بباله.. وقد فتر الليل والنهار ولم يفتَّر قلمه"١.
وأثمر هذا الجهد عن مكانة عالية، وعلم متدفّق، جعلت ابن كمال باشا يتولّى التدريس في عدد من المدارس، حتى وصل إلى أرقاها؛ فدرّس في مدرسة علي بك بمدينة أدرنة، ثم بمدرسة أسكوب، ثم درّس بإحدى المدارس الثمان٢، ثم بمدرسة السلطان بايزيد بأدرنة.
وتولّى بعد ذلك القضاء بأدرنة. ثم قضاء العسكر الأناضولي. وانتهى به المطاف ليستقرّ في الإفتاء بالقسطنطينية إلى أن توفي سنة ٩٤٠هـ٣ رحمه الله تعالى.
_________
١ الشقائق النعمانية: ٢٢٧.
٢ المدارس الثمان، أو مدارس الصحن الثمان، تماثل الدراسات العليا في العصر الحاضر، وهي ثمان مدارس مجاورة لمسجد السلطان الفاتح.
انظر: تحقيق ودراسة سورتي الفاتحة والبقرة من تفسير ابن كمال باشا. ليونس عبد الحي ما. رسالة ماجستير مخطوطة بالجامعة الإسلامية.
٣ انظر:
- الشقائق النعمانية: ٢٢٧.
- الكواكب السائرة ٢/١٠٧-١٠٨.
- شذرات الذهب ٨/٢٣٨-٢٣٩.
- الأعلام ١/١٣٣.
مؤلفاته: كان ابن كمال باشا باحثًا موسوعيًاّ، خاض غمار التأليف في فنون شتّى، ولو تصفّحنا عناوين مؤلفاته التي ذكرت في المصادر لوجدناه عالمًا فذًاّ محيطًا بكثير من العلوم، فقد صنّف في: التفسير، والفقه، والفرائض، والأصول، وعلم
مؤلفاته: كان ابن كمال باشا باحثًا موسوعيًاّ، خاض غمار التأليف في فنون شتّى، ولو تصفّحنا عناوين مؤلفاته التي ذكرت في المصادر لوجدناه عالمًا فذًاّ محيطًا بكثير من العلوم، فقد صنّف في: التفسير، والفقه، والفرائض، والأصول، وعلم
1 / 302