وإنما كان الالتفات من علم المعاني لأن ما يترتب١ عليه من الفوائد من جملة خواصّ التراكيب التي يبحث عنها في العلم المذكور.
وأمّا ما قيل: "يُبحث عنه في علمي٢ البلاغة والبديع، أمّا في المعاني فباعتبار كونه على خلاف مقتضى الظاهر، وأمّا في البيان فباعتبار أنَّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء، [وخفاء] ٣ وبهذين الاعتبارين يفيد الكلام حسنًا ذاتيًا للبلاغة، وأمّا في البديع فمن حيث إنّ فيه جمعًا بين صورٍ متقابلة في معنى واحد فكان من محسّناته المعنوية٤" - ففيه نظر؛ أمّا أوّلًا: فلأن مجرد كونه على خلاف مقتضى الظاهر لا يكفي في دخوله في علم المعاني، وهذا ظاهر٥ عند من له أدنى تأمل في حدّ العلم المذكور.
وأمّا ثانيًا: فلأن اعتبار أنّه إيراد لمعنى واحد في طرق مختلفة في الدلالة عليه جلاء [وخفاء]، غير كافٍ في دخوله في علم البيان؛ بل لابدّ معه أن يكون ذلك الاختلاف بحسب الدلالة العقلية، وهو مفقود٦ في الالتفات، ولذلك لم يورده صاحب المفتاح في البيان واقتصر على إيراده في٧ المعاني والبديع ٨.
_________
١ في (د): ما يترب.
٢ في (د): علم.
٣ هذه الزيادة من حاشية السيد الشريف على الكشاف.
٤ هذا الكلام موجود بنصه في حاشية السيد الشريف على الكشاف ١/٦٣ وقد نقله هو أيضًا حيث قال: "قال بعض الأفاضل....".
٥ ساقط من (م) .
٦ في (م) وهو مفقود في الدلالة العقلية الالتفات.
٧ في (م) في علم المعاني والبيان.
٨ انظر المفتاح بشرح نعيم زرزور: ١٩٩ وما بعدها (في علم المعاني) وأورده في البديع
المعنوي: أيضًا ص: ٤٢٩.
1 / 353