Takaitaccen Littafin Sama da Duniya
تلخيص كتاب السماء والعالم
Nau'ikan
ولما تبين له أنها كائنة فاسدة بجميع أجزائها أخذ < أن > يطلب مماذا كونها فقال: لا يخلو كونها أن يكون اما من جرم واما من لا جرم. فان كان من جرم فلا يخلو أن يكون من جرم غيرها أو يكون كون بعضها من بعض. فقال أنه محال أن يكون كونها من لا جرم، وذلك انه لا يلزم قائل هذا القول أن يقر بوجود الخلاء، وذلك أن كل متكون ما فاما أن يتكون في مكان ليس فيه جسم، واما أن يتكون في مكان فيه جسم. ومحال ان يتكون في مكان فيه جسم لأنه يلزم عن ذلك أن يوجد جسمان في مكان واحد، وإذا امتنع ذلك، فواجب أن يتكون في مكان ليس فيه جسم، والمكان الذي ليس فيه جسم هو خلاء اضطرارا، وإذا كان وجود الخلاء ممتنعا فكون الاسطقسات تتكون أجزاؤها من لا جرم ممتنع. واما كونها من جسم غير الاسطقسات الأربعة فممتنع أيضا، وذلك أن هذا الجسم يعرض له أن يكون متقدم الوجود على الاسطقسات. وإذا كان ذلك كذلك فلا يخلو أن يكون له ميل، أعني ثقلا أو خفة، أو لا يكون ميل. فإن كان له ميل كان أحد الاسطقسات ضرورة، وإن لم يكن له ميل لم تكن له حركة على ما تقدم فلا يكون جرما طبيعيا ولا تعليميا. وإذا كان جسما تعليميا لم يكن في مكان أصلا، لأنه ان كان في مكان فهو فيه اما ساكن [ و] اما متحرك. فإن كان ساكنا فلا يخلو أن يكون اما ساكنا فيه قسرا [ و] اما ساكنا فيه طبعا فإن كان ساكنا فيه قسرا فقد كان فيه متحركا قسرا، وإن كان ساكنا فيه طبعا فقد كان فيه متحركا طبعا وإذا كان فيه متحركا أو ممكن أن يتحرك فهو جسم طبيعي لا تعاليمي. وكذلك لا يمكن أن يكون الجسم التعاليمي في مكان، لأنه إن كان فيه كان أحد الاسطقسات الأربعة، وإذا لم يكن في موضع لم يتكون منه جسم، لأن المكون والمتكون منه يجب أن يتكونا معا في مكان واحدا. وأيضا فإنه إذا لم يكن <في مكان جسيما> موجودا خارج الذهن في مكان، فواجب بحسب ⎤ عكس ⎡النقيض أن يكون ما ليس في مكان فليس بموجود خارج الذهن جسما وما ليس بموجود خارج الذهن جسما، فليس يتكون منه شيء. وإذ قد تبين أنه لا يمكن أن تتكون الاسطقسات من لا جسم ولا من جسم غيرها فواجب أن تتكون بعضها من بعض.
الجملة الثامنة
Shafi 322