Takaitaccen Littafin Sama da Duniya
تلخيص كتاب السماء والعالم
Nau'ikan
قال: ولما كان اختلاف الاجرام المركبة في الثقل والخفة انما هو سبب كثرة ما فيها من الاجرام الخفيفة والثقيلة الأول وقلتها، فقد ينبغي أن ينبغي أن يفحص عن الاجرام الأول الخفيفة والثقيلة أي هي من أجل الوقوف على معرفة أسباب اختلاف الأشياء المركبة في الثقل والخفة، كما أنه يجب على من زعم أن علة الثقل والخفة في الأجسام الخلاء والملاء أن يقول ما هو الخلاء والملاء، فإن التقدم بمعرفة طبائع البسائط هو السبب في معرفة ما يظهر في المركبات، إذ كان لا يظهر في المركبات شيء إلا وسبب ذلك موجود في البسائط. قال: واما ما يظهر من أن بعض الاجرام المركبة أثقل من شيء في موضع وأخف من ذلك الشيء في موضع آخر، شبه الخشبة التي وزنها ق رطل فانها أثقل في الهواء من الرصاص الذي وزنه رطلان وهي أخف منه في الماء، فإن السبب في ذلك أن الاجرام الأول ثقيلة ما عدا النار، ولكلها خفة ماعدا الأرض ، فاما الأرض فلها ثقل في الثلاثة مواضع >و< أعني في موضع النار وموضع الهواء وموضع الماء، ولها بوجه ما ثقل أيضا في موضعها، فلذلك قد يجوز أن يقال فيها أن لها ثقلا في المواضع الأربعة. وأما الماء فله ثقل في الموضعين > و< أعني موضع النار وموضع الهواء، وله أيضا ثقل في موضعه الذي يخصه. واما الهواء فله ثقل في موضع النار وله بوجه ما ثقل في موضعه. واما النار فليس [48 و: ع] لها ثقل لا خارجا من موضعها ولا في موضعها، بل لها في المواضع الثلاث خفة، أعني في موضع الأرض وموضع الماء وموضع الهواء، وأما الهواء فله خفة في موضع الماء، وللماء خفة في موضع الأرض، فلكلها خفة ماعدا الأرض. وإذا كان هذا هكذا فما كان من المركبات الأجزاء الأرضية أغلب عليها كان له ثقل في المواضع الثلاثة، ولم يوجد أثقل من شيء في موضع وأخف منه في موضع آخر، واما ما كان الهواء غالبا فيها على الماء والأرض فإنه يكون ثقيلا في موضع الهواء خفيفا في موضع الماء، شبه الخشبة فإنها ثقيلة في الهواء بما فيها من الماء والأرض الثقيلين في هذا الموضع وهي خفيفة في الماء بما فيها من الهواء الغالب منها لاجزاء الماء وأجزاء الأرض في هذا الموضع. ولذلك يعرض لامثال هذه الأشياء أن تكون أثقل من شيء في موضع وأخف منه في موضع آخر، شبه الخشبة التي وزنها ق رطل فإنها في الهواء اثقل من الرصاص الذي وزنه رطلان، والرصاص في الماء أثقل من الخشبة. والعلة عند أرسطو في ذلك أن الخشبة في الهواء هي مركبة من ثلاثة أشياء ثقال: الأرض والماء والهواء، وهي في الماء مركبة من ثقلين فقط فهي في الهواء أثقل منها في الماء. إلا أنه قد يعترض هذا على أرسطو كما فعل تامسطيوس ويقول: هبنا سلمنا له أن الأرض والماء ثقيلان في الهواء فكيف يقال في الهواء أنه ثقيل في موضعه، ولو كان ثقيلا لكان سكونه فيه قسرا إلى غير ذلك من المحالات التي تلزم هذا الوضع، وقد عددها تامسطيوس، فنقول: إن قول أرسطو في الهواء انه له ثقلا في موضعه ليس ينبغي ان يفهم منه ما يفهم من قولنا أن له ثقلا في موضع النار، وإنما يريد هاهنا بالثقل المواتاة التي تلفي فيه والانفعال ليتحرك إلى الفعل عند أدنى وارد يرد عليه، ولذلك صار بوجه ما له ثقل في موضعه أكثر مما له خفة، فإن قبوله التحرك إلى أسفل أكثر من قبوله التحرك إلى فوق، ولذلك تظهر الحركة القسرية في تحركه إلى فوق أكثر مما تظهر في حركته إلى أسفل. وأرسطو يستشهد على أنه أكثر رجحانا في الهواء إذا نفخ منه إذا لم ينفخ، وتامسطيوس يقول أن هذه المشاهدة غير صحيحة وأن الزق المنفوخ في الهواء هو مثل غير المنفوخ، ولم يتأت لي بعد اختبار هذا. لكن ان سلمنا أن ثقل الزق المنفوخ في الهواء مساو لثقل غير المنفوخ فيه بين [ أن ] الهواء الذي فيه يتحرك إلى أسفل في موضعه قسرا إذا فرضنا أنه ليس له موضعه ثقل، ولو كان يتحرك في موضعه إلى أسفل قسرا لكانت حركة الزق المنفوخ اشياء ضرورة، وذلك أن الاجزاء الأرضية والمائية التي في الزق المنفوخ كان يمانعها من الحركة إلى أسفل كثرة ما فيه من الهواء لمكان تحرك الهواء في موضعه قسرا إلى أسفل، ولكن الهواء لما صار مواتيا لتحريك الثقيل له إلى أسفل صار مع الثقيل ثقيلا لا ان له في موضعه ثقلا بالمعنى الذي يقال به انه ثقيل في موضع النار، لأنه لو كان الأمر كذلك للزم أن يكون موضعه واقفا قسرا وكان يكون اما ماء واما أرضا إلى غير ذلك من المحالات اللازمة عن ذلك. وهذا المعنى هو الذي ينبغي أن يفهم من قوله أن لجميع الاسطقسات ثقلا في مواضعها، وهذا هو الذي [لم يفهمه] تامسطيوس فالزم منه أرسطو محالات كثيرة، بل يجب أن يفهم أن قوله أن للهواء ثقلا في موضعه وثقلا في موضع النار باشتراك الاسم. وهذا المعنى بعينه هو الذي ينبغي أن يفهم عنه متى قال في أسطقس ما ان له ثقلا في موضعه، وسنبين هذا بعد بيانا أكثر. واما أن يكون السبب في طفو الخشبة على الماء شكلها وعرضها على ما يقول تامسطيوس فذلك مستحيل. فانه لو كان ذلك كذلك لكانت لا تتحرك من عمق الماء إلى سطحه، وذلك أن ما شأنه أن يتحرك من عمق الماء إلى سطحه فهو يتحرك في الهواء إلى أسفل، وإنما كان ذلك كذلك لأن حركته في الماء إلى فوق تكون من قبل غلبة الاسطقس عليه الذي من شأنه في الماء أن يتحرك [ 48 ظ: ع] إلى فوق وهو الهواء، وحركته في الهواء إلى أسفل يكون من غلبة الاسطقس الذي من شأنه أن يتحرك في الهواء إلى أسفل وهو الماء والأرض مع مواتاة الهواء الذي هو المحرك لهما وقلة عوقه لحركتهما إلى أسفل. وهذه هي حال الخشبة والزق المنفوخ والزيت، فالخشبة إنما وقفت في وجه الماء لأن الجزء الهوائي الغالب عليها ليس من شأنه أن يتحرك إلى أسفل في الماء وإنما يتحرك فيه إلى فوق، وإنما كانت ثقيلة في الهواء لموضع الأجزاء الأرضية التي فيها والمائية مع ما في الهواء من المواتاة والقبول للحركة إلى أسفل وهي التي عبر عنها أرسطو بالثقل. واما لم كان هذا يعرض للخشبة والزيت مع الماء والهواء، أعني انهما ثقيلان في الهواء خفيفان في الماء كان الماء في موضعه الطبيعي أو لم يكن، ففيه موضع فحص لم يعترض له هاهنا أرسطو وسنفحص عنه في غير هذا الوقت. فقد تبين من هذا القول ما هو الثقيل المطلق والخفيف المطلق والثقيل المضاف والخفيف المضاف، ولم كانت بعض الأشياء أثقل من بعض في جميع المواضع وأخف في موضع.
الفصل الثالث
Shafi 369