============================================================
الفن الأول علم المعاني واعلم أنه قد يوصف الكلام بالايجاز والإطناب باعتبار كثرة حروفه وقلتها، بالنسبة إلى كلام آخر مساو له في أصل المعنى كقوله: ي صد عن الدنيا إذا عن سؤدد وقوله: ولست بنظار إلى جانب الغنى إذا كانت العلياء في جانب الفقر ويقرب منه قوله تعالى: {لا يسأل عما يفعل وهم يسألون (الانبياء:23)، وقول الحماسي: وتنكر إن شئنا على الناس قولهم ولا ينكرون القول حين نقول أصل المعنى: أى في تأدية أصل المعنى، ومثل هذا الإيجاز يجوز أن يكون إيجازا بالتفسير السابق، وأن يكون مساويا له، وأن يكون إطنابا، وكذا مثل هذا الإطناب. يصد عن الدنيا: معنى هذا المصراع ومعن البيت الآني واحد، لكن هذا المصراع إيجاز والبيت إطناب.
ويقرب منه: أي من المصراع والبيت، وإنما قال: يقرب؛ لأن ما في الآية يشتمل على كل فعل، والبيت مختص بالقول، فالكلامان لا يتساويان في أصل المعنى، بل كلام الله سبحانه أحل وأعلى. لا يسأل: فانه فيه إيجاز باعتبار قلة حروفه، بالنسبة إلى قول الحماسي؛ فان فيه إطنابا باعتبار كثرة حروفه مع قرب تساويهما في أصل المعنى
Shafi 81