============================================================
الفن الثالث علم البديع "فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه1، وإلا فمتواز، نحو: فيها سرر مرفوعة وأكوابت مؤضوعة} (الغاشية: 13-14) وأحسن السحع ما تساوت قرائنه، نحو: في سذر مخضود وطلح منضود وظل ممدود} (الواقعة:28 -30). ثم ما طالت قرينته الثانية، نحو: والنخم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} (النحم:1-2)، أو الثالثة، نحو:خذوه فغلوه ثم الححيم صلوه (الحاقة: 30-31)، ولا يحسن أن يؤتى بقرينة أقصر منها كثيرا. والأسحاع مبنية على سكون الأعجان كقولهم: اما أبعد ما فات، وما أقرب ما هو آت. قيل: ولا يقال: في القرآن أسجاع بل يقال فواصل. وقيل: السجع غير مختص بالنشر، ومثاله من النظم قوله: تحلى به رشدي وآثرت به يدى وفاض به شمدى وأورى به زندى ومن السجع على هذا القول ما يسمى التشطير: وهو جعل كل من شطري البيت سجعة مخالفة لأحتها، كقوله: تدبير معتصم بالله منتقم لله مرتغب في الله مرتقب ومنه: الموازنة: وهي تساوى الفاصلتين في الوزن دون التقفية،.0000000 وإلا إلخ: أي وإن لم يكن جميع ما في القرينة ولا اكثر مثل ما يقابله من الأخرى فهو السحع المتوازي نحو: فيها سرر (الغاشية:13)؛ لإختلاف " سرر" و" اكواب في الوزن والتقفية. ولا يحسن إلخ: لأن السحع قد استوفى أمده في الأول بطوله، فإذا حاء الثاني أقصر منه كثيرا ييقي الإنسان عند سماعه كمن يريد الإاقماء إلى غاية فيعثر دوها.
على سكون الأعجاز: أي أواخر فواصل القرائن؛ إذ لا يتم التواطو والتزاوج في جميع الصور إلا بالوقف والسكون، كقولهم: ما أبعد إلخ، إذ لو لم يعتبر السكون لفات السحع؛ لأن التاء من فات مفتوح ومن آت منون مكسورة.
في القرآن أسجاع: إذ السحع في الأصل هدير الحمام وأثرت به: أي صارت ذا ثروة، والثمد: بالكسر: الماء القليل، والمراد ههنا المال وأدرى من الإيراد وهو الايقاد. منقم: هذا سجع مبني على الميم مرتقب: هنا سحع مبي على الباء دون التقفية. الظاهر من قوله: دون التقفية أنه يجب في الموازنة أن يتساوى القاصلتان في التقفية ألبتة، فحيئذ يكون بينها وبين السحع تباين؛ لأن في السجع يجب التساوى فيها، ويحتمل أن يراد أنه يشترط في الموازنة التساوى في الوزن، ولا يشترط التساوى في التقفية، وحييذ يكون بينها وبين السجع عموم وحصوص من وجه.
Shafi 138