Talhin Littafin Istigatha
تلخيص كتاب الاستغاثة
Nau'ikan
وهذا الوعيد الذي ذكره في كلامه به و بأحزابه أليق وهم به أحق و هكذا فعل الله تعالى بهم حيث عاقبه و حزبه عقوبة المعتدين الظالمين عقوبة لم يعاقب بها أحدا من أشكالهم وهؤلاء مضاهون للمشركين الذين ناظروا إمام الحنفاء إبراهيم صلوات الله عليه و سلامه كما قال تعالى
﴿فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون﴾
إلى قوله
﴿إن ربك حكيم عليم﴾
فإنهم خوفوا إبراهيم بمن عبدوه من دون الله فقال لهم
﴿ولا أخاف ما تشركون به﴾
فإنه ليس للمؤمن أن يخاف إلا الله فلا يستحق ملك مقرب ولا نبي مرسل أن يخشى و يتقى كما لا يستحق أن يصلي له و يصام بل هذا كله لا يصلح إلا لله وحده لا إله إلا هو
ثم قال الخليل
﴿إلا أن يشاء ربي شيئا﴾
وهذا استثناء مقطع أي لكن إن شاء ربي شيئا كان فأنا أخاف ربي
ثم قال
﴿وكيف أخاف ما أشركتم﴾
من المخلوقات و أنتم لا تخافون إشراككم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا يقول فكيف لا تخافون أنكم عبدتم غير الله بغير سلطان من الله و هكذا يقول أتباع إبراهيم الخليل الذين هم على ملته لمن خرج عنها من أشباه النصارى و غيرهم كيف نخاف ما أشركتموه و دعوتموه من دون الله كائنا من كان سواء كان ملكا أو نبيا أو شيخا أو غيره و أنتم لا تخافون الله حيث دعوتم غيره بغير سلطان من الله فإن هذا الذي تفعلونه بدعة لم يأمركم الله بها ولا رسوله وفيها من الشرك ما فيها ولو لم يكن فيها شرك فكيف يسوغ لكم أن تشرعوا من الدين ما لم يأذن به الله
Shafi 288