واذا كان هذا ظاهرا من امر اللون، وكان اللون انما يكون فى سطح جسم محدود، وبهذا يفترق اللون من الضوء، فان الضوء هو كمال المشف الغيرمحدود. وليس اللون شيئا يحدث فى المركب عن تجاور الاشياء الصغار الشفافة التى فى الاسطقسات، كما يرى ذلك قوم، فانه ليس يحدث عن الاسطقسات شىء على جهة التجاور على ما تبين فى كتاب الكون والفساد. وإنما يحدث ما يحدث منها على جهة الامتزاج.
ولكون الضوء لا يظهر الا في جسد شفاف، كان الفيثاغوريين يعتقدون ان تولد الضوء ليس يوجد للاجسام المنيرة بذاتها، الا عند اتحاد الضوء بجسد اخر، كالحال فى النار، فانها لا تضىء الا عند ما تتحد بجسم اخر. والفرق بين النار والاجسام السماوية فى ذلك بين.
Shafi 14