كان من شأن المفعول له أن يعطيه حكمه، ويوفر له من رسمه قسمه.
باب الحال
وصف هيئة الفاعل والمفعول، ومن شرطه أن يكون نكرة، وأن يكون منصوبًا.
فلما علم القوم أن الحال هي وصف هيئة الفاعل من حسن أو قبيح، فهموا من ذلك إشارة: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾. فعمدوا إلى أنفسهم، فأبرزوها في أحسن الهيئة، وجعلوها في أجمل الصفات. ثم إنهم نكروها كي لا تعرف، وأبهموا كي لا تشتهر وتوصف.
فأحوالهم أبدا في إصلاحها منتصبة، ومعارفهم أبدا بستر النكرة محتجبة، قال الله ﵎: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾.
باب التمييز
التمييز هو تفسير النكرة المبهمة، ومن شرطه أن تكون نكرة، وأن تكون منصوبة كالحال.
فلما علم القوم أن التمييز هو تفسير ما أبهم، وتبين ما لم يكن
1 / 31